ذو القرنين
دو القرنين
103 أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ثنا عبد الواحد بن زياد وأخبرني محمد بن عبد الله الجوهري واللفظ له حدثنا محمد بن إسحاق أنبأ محمد بن معمر بن ربعي القيسي حدثنا أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي حدثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عبد الله بن الأصم ثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار قال أرأيت الليل الذي قد ألبس كل شيء فأين جعل النهار قال الله أعلم قال كذلك يفعل الله ما يشاء هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة ولم يخرجاه (المستدرك على الصحيحين ج: 1 ص: 92)
4143 حدثنا علي بن حمشاذ العدل حدثنا الحسين بن الفضل البجلي حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي حدثني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله الوادعي قال سمعت معاوية يقول ملك الأرض أربعة سليمان بن داود وذو القرنين ورجل من أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر فقال لا ذكر زكريا بن آدن النبي صلى الله عليه وسلم (المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 645)
409 أخبرنا عبدالمعز بن محمد الهروي قراءة عليه بها قلت له أخبركم محمد بن إسماعيل بن الفضيل قراءة عليه وأنت تسمع أنا محلم بن إسماعيل الضبي أنا الخليل بن أحمد السجزي أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن سماك عن حبيب بن حماز قال كنت عند علي بن أبي طالب وسأله رجل عن ذي القرنين كيف بلغ المشرق والمغرب قال سبحان الله سخر له السحاب ومدت له الأسباب وبسط له النور فقال أزيدك قال فسكت الرجل وسكت علي قال أبو حاتم الرازي حبيب بن حماز روى عن علي وأبي ذر روى عنه سماك بن حرب وعبدالله بن الحارث إسناده صحيح (الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 32)
الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 125
قال فما ذو القرنين قال رجل بعثه الله إلى قوم كفرة أهل الكتاب كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم وابتدعوا في دينهم فأحدثوا على أنفسهم فهم اليوم يجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ويجتهدون في الضلالة ويحسبون أنهم على هدى فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال رفع صوته وقال وما أهل النهروان غدا منهم ببعيد قال فقال ابن الكواء والله لا أسأل سواك ولا أتبع غيرك قال فقال إن كان الأمر إليك فافعل إسناده صحيح آخر (الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 126)
555 وبه عن أبي الطفيل قال سمعت ابن الكواء يسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذي القرنين فقال علي لم يكن نبيا ولا ملك كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه الله بعث إلى قومه فضربوه على قرنه فمات فبعثه الله فسمي ذي القرنين إسناده صحيح (الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 175)
عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي بعوث كثيرة فيكونوا في بعث خراسان ثم انزلوا مدينة مرو فإنه بناها ذو القرنين ودعا لأهلها بالبركة ولا يضر اهلها سوء رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وفي إسناد أحمد والأوسط أوس بن عبدالله وفي إسناد الكبير حسام بن مصك وهما مجمع على ضعفهما (مجمع الزوائد ج: 10 ص: 64)
1151 حدثنا الحسن بن سهل بن حريث المصري ثنا جعفر بن محمد الطرسوسي ثنا سمرة بن حجر ثنا حسام بن مصك عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة ستكون بعوث فعليك ببعث خراسان ثم عليك بمدينة مرو فإنه لا يصيب أهلها سوء لأن ذا القرنين بناها( المعجم الكبير ج: 2 ص: 19)
21940 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى مِنْ أَهْلِ مَرْوَ حَدَّثَنَا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَخِي سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بُرَيْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَتَكُونُ بَعْدِي بُعُوثٌ كَثِيرَةٌ فَكُونُوا فِي بَعْثِ خُرَاسَانَ ثُمَّ انْزِلُوا مَدِينَةَ مَرْوَ فَإِنَّهُ بَنَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ وَلَا يَضُرُّ أَهْلَهَا سُوءٌ *رواه احمد
ما ذكر في ذي القرنين 31911 حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال ذو القرنين نبي 31912 حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال كان ملك الأرض 31913 حدثنا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي قال كان رجلا صالحا ناصح الله فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله وفيكم مثله 31914 حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال سئل علي عن ذي القرنين فقال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكنه كان عابدا ناصح الله فنصحه فدعا قومه الى الله فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله ثم دعا قومه إلى الله فضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله فسمي ذا القرنين 31915 حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن سماك عن حبيب بن حماز قال قيل لعلي كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب قال سخر له السحاب وبسط له النور ومد له الأسباب ثم قال أزيدك قال حسبي 31916 حدثنا ابن فضيل عن حصين عن مجاهد قال لم يملك الأرض كلها إلا أربعة مسلمان وكافران فأما المسلمان فسليمان بن داود وذو القرنين وأما الكافران فبخت نصر والذي حاج إبراهيم في ربه (مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 346)
وعن ابن عباس كنت عند معاوية وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص فقال معاوية لعبدالله كيف تقرأ وجدها تغرب في عين حمئة فقال في عين حامية يريد حارة فقال ابن عباس فقال معاوية كيف تقرأها يا ابن عباس فقلت وجدتها تغرب في عين حمئة وأنشد تبع في ذي القرنين بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب علم من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد فالخلب الطين والثأط الحمأة والحر مد الأسود( معتصر المختصر ج: 2 ص: 181)
مسند الشاشي ج: 2 ص: 96
620 حدثنا عيسى نا أبو معاوية نا بسام نا أبو الطفيل قال قال علي بن أبى طالب سلوني فإنكم لا تسألون بعدي مثلي قال فقام ابن الكوا فقال ما الذاريات ذروا قال الرياح قال فما الجاريات يسرا قال السفن قال فما وقرا قال السحاب مما المقسمات أمرا قال الملائكة قال فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال منافقي قريش قال فمن الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا قال هم أهل حروراء قال فما ذو القرنين نبي أو ملك قال ليس بملك ولا نبي ولكن عبد الله صالحا أحب الله وأحبه وناصح الله فنصحه ضرب على قرنه الأيمن فمات فبعثه الله وضرب على قرنه الأيسر فمات وفيكم مثله أو قال مثله أبو معاوية شك (مسند الشاشي ج: 2 ص: 96)
8215 حدثنا موسى بن هارون نا إسحاق بن راهويه حدثني أوس بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة إنها ستكون بعوث فكن في بعث خراسان واسكن مدينة مرو فإنها بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة فلا يصيب أهلها سوء أبدا (المعجم الأوسط ج: 8 ص: 142)
926 حدثنا عبد الرحيم بن واقد ثنا القاسم بن بهرام ثنا أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخضر في البحر واليسع في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان أو يجتمعان كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما الى قابل قلت قد ذهب من الأصل مقدار ثلث سطر (مسند الحارث(زوائدالهيثمي) ج: 2 ص: 866)
168 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنه قال كان ذو القرنين عبدا صالحا نصح الله عز وجل فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله عز وجل ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله عز وجل وفيكم مثله( الآحاد والمثاني ج: 1 ص: 141)
وكذلك قوله في المشرق من ههنا يطلع قرن الشيطان لا يريد به ما يسبق إلى وهم السامع من قرون البقر وإنما يريد من ههنا يطلع رأس الشيطان وكان وهب بن منبه يقول في ذي القرنين إنه رجل من أهل الإسكندرية واسمه الإسكندروس وأنه كان حلم حلما رأى فيه أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فقص رؤياه على قومه فسموه ذي القرنين وأراد بأخذه بقرنيها أنه أخذ بجانبيها والقرون أيضا خصل الشعر كل خصلة قرن ولذلك قيل للروم ذات القرون يراد أنهم يطولون الشعور فأراد صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا أن الشيطان في وقت طلوع الشمس وعند سجود عبدتها لها مائل مع الشمس فالشمس تجري من قبل رأسه فأمرنا أن لا نصلي في هذا الوقت الذي يكفر فيه هؤلاء ويصلون للشمس وللشيطان وهذا أمر مغيب عنا لا نعلم منه إلا ما علمنا والذي أخبرتك به شيء يحتمله التأويل ويباعده عن الشناعة والله أعلم (تأويل مختلف الحديث ج: 1 ص: 126)
4691 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني دعلج بن أحمد السجزي نا أحمد بن علي الأبار نا محمد بن سلام الجمحي قال زعم عبد القاهر بن السري قال قال اياس بن معاوية ما من رجل عاقل الا وهو يعرف عيب نفسه قال فقيل له فما عيبك يا أبا وائلة قال الاكثار قال ثم ماذا قال أم والله مع ذلك وان أكثرت ماتدبر قول عاقل الا وجد فيه بعض ما ينتفع به 4692 أخبرنا أبو عبد ا لله الحافظ ومحمد بن موسى نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب أنا أبو حشرج عن وهب بن منبه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس قال ان محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور ومحادثتك من لا يعقل بمنزلة من يبل الصخرة حتى تبتل أو يطبخ الحديد يلتمس آدمه نقل الحجارة من رؤوس الجبال أيسر من محادثة من لا يعقل (شعب الإيمان ج: 4 ص: 168)
1318 حدثنا أبو بكر ثنا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي قال كان يعني ذا القرنين رجلا صالحا ناصح الله فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه وإن فيكم مثله (السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 597)
قصة ذي القرنين وسعة ملكه وتمكين الله له من أرضه وسلطانه 9541 حدثنا أبي رحمه الله تعالى حدثنا أحمد بن رستم حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا حرملة بن عمران أخبرني عبيد الله بن أبي جعفر أن ذا القرنين في بعض مسيره مر بقوم قبورهم على أبواب بيوتهم وإذا ثيابهم لون واحد ورقاعها واحدة وإذا هم رجال كلهم ليس فيهم امرأة فتوسم رجلا منهم فقال لقد رأيت شيئا ما رأيته في شيء من مسيري قال وما هو فوصف له ما رأى منهم فقال أما هذه القبور التي على أبوابنا فإنا جعلناها موعظة لقلوبنا تخطر على قلب أحدنا الدنيا فيخرج فيرى القبور فيرجع إلى نفسه فيقول إلى هذا المصير وإليها صار من قبلي وأما هذه الثياب فإنه لا يكاد الرجل يلبس ثيابا أحسن من ثياب صاحبه إلا رأى فضلا على جليسه وأما قولك إنكم رجال كلكم ليس معكم نساء فلعمري فلقد خلقناهن ذكر وأنثى ولكن هذا القلب لا يشغل بشيء إلا اشتغل به فجعلنا نساءنا وذرارينا في قرية قريبة منا فإذا أراد الرجل من أهله ما يريد الرجل أتاها فكان معها الليلة والليلتين ثم يرجع إلى ما ها هنا وأنا جعلنا هذه للعبادة قال فما كنت لأعظكم بشيء أفضل أفضل مما وعظتم به أنفسكم سلني ما شئت قال من أنت قال أنا ذوالقرنين قال ما أسألك وأنت لا تملك شيئا قال وكيف وقد آتاني الله عز وجل من كل شيء سببا قال لا تقدر على أن تأتيني ما لم يقدر إلي ولا تصرف ما قدره علي 9552 حدثنا أحمدبن محمد بن شريح حدثنا محمد بن رافع حدثنا إسماعيل قال حدثني عبد الصمد عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال كان ذو القرنين ملكا قيل لم سمي ذا القرنين قال اختلف فيه أهل الكتاب فقال بعضهم ملك الروم وفارس وقال بعضهم كان في رأسه شبه القرنين (العظمة ج: 4 ص: 1444) +++++++ انظر كتاب العظمة ++++++
515 عبد الله المزني أوحى الله عز وجل إلى ذي القرنين وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاَ أحب إلي من المعروف وسأجعل له علماَ فمن رأيتني أحببت إليه المعروف واصطناعه وحببت إلى الناس الطلب رليه فزحبه وتوله فإني أحبه وأتولاه ومن رأيتني كرهت إليه المعروف وبغضت إلى الناس الطلب إليه فابغضه ولا تتوله فإنه من شر ما خلقت (الفردوس بمأثور الخطاب ج: 1 ص: 144)
3000 أنس بن مالك الخضر في البحر والياس في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأحوج ومأجوج ويحجان كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل طعامهما ذلك (الفردوس بمأثور الخطاب ج: 2 ص: 202)
7882 أبو هريرة لا أدري تبع لعيناً كان أم لا ولا أدري ذا القرنين نبياً كان أم لا ولا أدري عزيزاً نبياً كا ن أم لا ولا ادري الحدود كفارة أم لا ( الفردوس بمأثور الخطاب ج: 5 ص: 177)
وقال وهب بن منبه هم بنو عم يأجوج ومأجوج لما بنى ذو القرنين السد كان بعض يأجوج ومأجوج غائبين فتركوا لم يدخلوا مع قومهم فسموا الترك وقيل إنهم من نسل تبع وقيل من ولد افريدون بن سام بن نوح وقيل بن يافث لصلبه وقيل بن كومى بن يافث ذكر فيه حديثين أحدهما حديث عمرو بن تغلب بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام بعدها موحدة والحسن هو البصري والإسناد كله بصريون (فتح الباري ج: 6 ص: 104)
الثها كان ذو القرنين من العرب كما سنذكر بعد وأما الإسكندر فهو من اليونان والعرب كلها من ولد سام بن نوح بالاتفاق وأن وقع الاختلاف هل هم كلهم من بني إسماعيل أو لا واليونان من ولد يافث بن نوح على الراجح فافترقا وشبهة من قال أن ذا القرنين هو الإسكندر ما أخرجه الطبري ومحمد بن ربيع الجيزي في كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر بإسناد فيه بن لهيعة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فقال كان من الروم فأعطى ملكا فصار إلى مصر وبنى الإسكندرية فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال انظر ما تحتك قال أرى مدينة واحدة قال تلك الأرض كلها وإنما أراد الله أن يريك وقد جعل لك في الأرض سلطانا فسر فيها وعلم الجاهل وثبت العالم وهذا لو صح لرفع النزاع ولكنه ضعيف والله أعلم وقد اختلف في ذي القرنين فقيل كان نبيا كما تقدم وهذا مروي أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعليه ظاهر القرآن وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا أدري ذو القرنين كان نبيا أو لا وذكر وهب في المبتدأ أنه كان عبدا صالحا وأن الله بعثه إلى أربعة أمم أمتين بينهما طول الأرض وأمتين بينهما عرض الأرض وهي ناسك ومنسك وتاويل وهاويل فذكر قصة طويلة حكاها الثعلبي في تفسيره وقال الزبير في أوائل كتاب النسب حدثنا إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل سمعت بن الكوا يقول لعلي بن أبي طالب أخبرني ما كان ذو القرنين قال كان رجلا أحب الله فأحبه بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه ضربة مات منها ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ثم بعثه الله فسمى ذو القرنين وعبد العزيز ضعيف ولكن توبع على أبي الطفيل أخرجه سفيان بن عيينة في جامعه عن بن أبي حسين عن أبي الطفيل نحوه وزاد وناصح الله فناصحه وفيه لم يكن نبيا ولا ملكا وسنده صحيح سمعناه في الأحاديث المختارة للحافظ الضياء وفيه اشكال لأن قوله ولم يكن نبيا مغاير لقوله بعثه الله إلى قومه الا أن يحمل البعث على غير رسالة النبوة وقيل كان ملكا من الملائكة حكاه الثعلبي وهذا مروي عن عمر أنه سمع رجلا يقول ياذا القرنين فقال تسمية بأسماء الملائكة وحكى الجاحظ في الحيوان أن أمه كانت من بنات آدم وأن أباه كان من الملائكة قال واسم أبيه فيرى واسم أمه غيرى وقيل كان من الملوك وعليه الأكثر وقد تقدم من حديث على ما يومئ إلى ذلك وسيأتي في ترجمة موسى في الكلام على أخبار الخضر واختلف في سبب تسميته ذا القرنين فتقدم قول علي وقيل لأنه بلغ المشرق والمغرب أخرجه الزبير بن بكار من طريق سليمان بن أسيد عن بن شهاب قال إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها وقيل لأنه ملكهما وقيل رأى في منامه أنه أخذ بقرني الشمس وقيل كان له قرنان حقيقة وهذا أنكره علي في رواية القاسم بن أبي بزة وقيل لأنه كان له ضفيرتان تواريهما ثيابه وقيل لأنه كانت له غديرتان طويلتان من شعره حتى كان يطأ عليهما وتسمية الضفيرة من الشعر قرنا معروف ومنه قول أم عطية وضفرنا شعرها ثلاثة قرون ومنه قول جميل فلثمت فاها آخذا بقرونها وقيل كانت صفحتا رأسه من نحاس وقيل لتاجه قرنان وقيل كان في رأسه شبة القرنين وقيل لأنه دخل النور والظلمة وقيل لأنه عمر حتى فني في زمنه قرنان من الناس وقيل لأن قرني الشيطان عند مطلع الشمس وقد بلغه وقيل لأنه كان كريم الطرفين أمه وأبوه من بيت شرف وقيل لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا (فتح الباري ج: 6 ص: 383)
فتح الباري ج: 6 ص: 384
وقيل لأنه أعطي علم الظاهر والباطن وقيل لأنه ملك فارس والروم وقد اختلف في اسمه فروى بن مردويه من حديث بن عباس وأخرجه الزبير في كتاب النسب عن إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال ذو القرنين عبد الله بن الضحاك بن معد بن عدنان وإسناده ضعيف جدا لضعف عبد العزيز وشيخه وهو مباين لما تقدم أنه كان في زمن إبراهيم فكيف يكون من ذريته لا سيما على قول من قال كان بين عدنان وإبراهيم أربعون أبا أو أكثر وقيل اسمه الصعب وبه جزم كعب الأحبار وذكره بن هشام في التيجان عن بن عباس أيضا وقال أبو جعفر بن حبيب في كتاب المحبر هو المنذر بن أبي القيس أحد ملوك الحيرة وأمه ماء السماء ماوية بنت عوف بن جشم قال وقيل اسمه الصعب بن قرن بن همال من ملوك حمير وقال الطبري هو اسكندروس بن فيلبوس وقيل فيلبس وبالثاني جزم المسعودي وقيل اسمه الهميسع ذكره الهمداني في كتب النسب قال وكنيته أبو الصعب وهو بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وقيل بن عبد الله بن قريب بن منصور بن عبد الله بن الأزد وقيل بإسقاط عبد الله الأول وأما قول بن إسحاق الذي حكاه بن هشام عنه أن اسم ذي القرنين مرزبان بن مردية بدال مهملة وقيل بزاي فقد صرح بأنه الإسكندر ولذلك اشتهر على الألسنة لشهرة السيرة لابن إسحاق قال السهيلي والظاهر من علم الأخبار أنهما اثنان أحدهما كان على عهد إبراهيم ويقال أن إبراهيم تحاكم إليه في بئر السبع بالشام فقضى لإبراهيم والآخر كان قريبا من عهد عيسى قلت لكن الأشبه أن المذكور في القرآن هو الأول بدليل ما ذكر في ترجمة الخضر حيث جرى ذكره في قصة موسى قريبا أنه كان على مقدمة ذي القرنين وقد ثبتت قصة الخضر مع موسى وموسى كان قبل زمن عيسى قطعا وتأتي بقية أخبار الخضر هناك أن شاء الله تعالى فهذا على طريقة من يقول أنه الإسكندر وحكى السهيلي أنه قيل أنه رجل من ولد يونان بن يافث اسمه هرمس ويقال هرديس وحكى القرطبي المفسر تبعا للسهيلي أنه قيل أنه أفريدون وهو الملك القديم للفرس الذي قتل الضحاك الجبار الذي يقول فيه الشاعر فكأنه الضحاك في فتكاته بالعالمين وأنت أفريدون وللضحاك قصص طويلة ذكرها الطبري وغيره والذي يقوي أن ذا القرنين من العرب كثرة ما ذكروه في أشعارهم قال أعشى بن ثعلبة والصعب ذو القرنين أمسى ثاويا بالحنو في جدث هناك مقيم والحنو بكسر المهملة وسكون النون في ناحية المشرق وقال الربيع بن ضبيع والصعب ذو القرنين عمر ملكه ألفين أمسى بعد ذاك رميما وقال قس بن ساعدة والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا باللحد بين ملاعب الأرياح وقال تبع الحميري قد كان ذو القرنين قبلي مسلما ملكا تدين له الملوك وتحشد من بعده بلقيس كانت عمتي ملكتهم حتى أتاها الهدهد وقال بعض الحارثين يفتخر بكون ذي القرنين من اليمن يخاطب قوما من مضر سموا لنا واحدا منكم فنعرفه في الجاهلية لاسم الملك محتملا كالتبعين وذي القرنين يقبله أهل الحجى وأحق القول ما قبلا وقال النعمان بن بشير الأنصاري الصحابي بن الصحابي ومن ذا يعادينا من الناس معشر كرام وذو القرنين منا وحاتم انتهى ويؤخذ من أكثر هذه الشواهد أن الراجح في اسمه الصعب ووقع ذكر ذي القرنين أيضا في شعر امرئ القيس وأوس بن حجر وطرفة بن العبد وغيرهم وأخرج الزبير بن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه عن سفيان الثوري قال بلغني أنه ملك الدنيا كلها أربعة مؤمنان وكافران سليمان النبي عليه السلام وذو القرنين ونمرود وبختنصر ورواه وكيع في تفسيره عن العلاء بن عبد الكريم سمعت مجاهدا يقول ملك الأرض أربعة فسماهم قوله سببا طريقا هو قول أبي عبيدة في المجاز وروى بن أبي شيبة من حديث علي مرفوعا أنه قيل له كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب قال سخر له السحاب وبسط له النور وبدت له الأسباب قوله زبر الحديد وأحدها زبرة وهي القطع هو قول أبي عبيدة أيضا قال زبر الحديد أي قطع الحديد وأحدها زبرة قوله حتى إذا ساوى بين الصدفين يقال عن بن عباس الجبلين وصله بن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله بين الصدفين قال بين الجبلين وقال أبو عبيدة قوله بين الصدفين أي ما بين الناحيتين من الجبلين قوله والسدين الجبلين روى بن أبي حاتم من حديث عقبة بن عامر مرفوعا في قصة ذي القرنين وأنه سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شيء فبنى السدين وفي إسناده ضعف والسدين بالفتح والضم بمعنى قاله الكسائي وقال أبو عمرو بن العلاء ما كان من صنع الله فبالضم وما كان من صنع الآدمي فبالفتح وقيل بالفتح ما رأيته وبالضم ما توارى عنك قوله خرجا أجرا روى بن أبي حاتم من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال خرجا قال أجرا عظيما قوله أتوني أفرغ عليه قطرا أصب عليه رصاصا ويقال الحديد ويقال الصفر وقال بن عباس النحاس أما القول الأول والثاني فحكاهما أبو عبيدة قال في قوله أفرغ عليه قطرا أي أصب عليه حديدا ذائبا وجعله قوم الرصاص انتهى والرصاص بفتح الراء وبكسرها أيضا وأما الثالث فرواه بن أبي حاتم من طريق الضحاك قال أفرغ عليه قطرا قال صفرا وأما قول بن عباس فوصله بن أبي حاتم بإسناد صحيح إلى عكرمة عن بن عباس قال أفرغ عليه قطرا قال النحاس ومن طريق السدي قال القطر النحاس المذاب وبناه لهم بالحديد والنحاس ومن طريق وهب بن منبه قال شرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل له عرقا من نحاس أصفر فصار كأنه برد محبر من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد قوله فما اسطاعوا أن يظهروه يعلوه هو قول أبي عبيدة قال فما اسطاعوا أن يظهروه أي أن يعلوه تقول ظهرت فوق الجبل أي علوته قوله اسطاع استفعل من طعت له فلذلك فتح أسطاع يسطيع وقال بعضهم استطاع يستطيع يعني بفتح الهمزة من أسطاع وضم الياء من يسطيع قوله جعله دكاء ألزقه بالأرض ويقال ناقة دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب وتلبد قال أبو عبيدة جعله دكاء أي تركه مدكوكا أي ألزقه بالأرض ويقال ناقة دكاء أي لا سنام لها مستوية الظهر والعرب تصف الفاعل والمفعول بمصدرهما فمن ذلك جعله دكا أي مدكوكا قوله وقال قتادة حدب أكمة قال عبد الرزاق في التفسير عن معمر عن قتادة في قوله حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون قال من كل أكمة ويأجوج ومأجوج قبيلتان من ولد يافث بن نوح روى بن مردويه والحاكم من حديث حذيفة مرفوعا يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة ألف رجل لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كلهم قد حمل السلاح لا يمرون على شيء إذا خرجوا الا أكلوه ويأكلون من مات منهم وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الفتن أن شاء الله تعالى وقد أشار النووي وغيره إلى حكاية من زعم أن آدم نام فاحتلم فاختلط منيه بتراب فتولد منه ولد يأجوج ومأجوج من نسله وهو قول منكر جدا لا أصل له الا عن بعض أهل الكتاب وذكر بن هشام في التيجان أن أمة منهم آمنوا بالله فتركهم ذو القرنين لما بنى السد بأرمينية فسموا الترك لذلك قوله وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم رأيت السد مثل البرد المحبر قال رأيته وصله بن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج قال كيف رأيته قال مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء قال قد رأيته ورواه الطبراني من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن رجلين عن أبي بكرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال فذكر نحوه وزاد فيه زيادة منكرة وهي والذي نفسي بيده لقد رأيته ليلة أسري بي لبنة من ذهب ولبنة من فضة وأخرجه البزار من طريق يوسف بن أبي مريم الحنفي عن أبي بكرة ورجل رأى السد فساقه مطولا ثم ذكر المصنف في الباب ثلاثة أحاديث موصولة أحدها حديث زينب بنت جحش في ذكر ردم يأجوج ومأجوج وسيأتي شرحه مستوفى في آخر كتاب الفتن ثانيها حديث أبي هريرة نحوه باختصار ويأتي هناك أيضا ثالثها حديث أبي سعيد في بعث النار وسيأتي شرحه في أواخر الرقاق والغرض منه هنا ذكر يأجوج وماجوج والإشارة إلى كثرتهم وأن هذه الأمة بالنسبة إليهم نحو عشر عشر العشر وأنهم من ذرية آدم ردا على من قال خلاف ذلك (فتح الباري ج: 6 ص: 386)
وقيل قطع في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل تمامه طعامهما ذلك اه فكأنه سقط من قلم المصنف وهذا حديث ضعيف لكنه يتقوى بوروده من عدة طرق بألفاظ مختلفة فمنها ما في المستدرك عن أنس كنا مع النبي في سفر فنزل منزلا فإذا رجل في الوادي يقول اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها فأشرفت على الوادي فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فقال من أنت قلت أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيض القدير ج: 3 ص: 504)
103 أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ثنا عبد الواحد بن زياد وأخبرني محمد بن عبد الله الجوهري واللفظ له حدثنا محمد بن إسحاق أنبأ محمد بن معمر بن ربعي القيسي حدثنا أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي حدثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عبد الله بن الأصم ثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار قال أرأيت الليل الذي قد ألبس كل شيء فأين جعل النهار قال الله أعلم قال كذلك يفعل الله ما يشاء هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة ولم يخرجاه (المستدرك على الصحيحين ج: 1 ص: 92)
4143 حدثنا علي بن حمشاذ العدل حدثنا الحسين بن الفضل البجلي حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي حدثني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله الوادعي قال سمعت معاوية يقول ملك الأرض أربعة سليمان بن داود وذو القرنين ورجل من أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر فقال لا ذكر زكريا بن آدن النبي صلى الله عليه وسلم (المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 645)
409 أخبرنا عبدالمعز بن محمد الهروي قراءة عليه بها قلت له أخبركم محمد بن إسماعيل بن الفضيل قراءة عليه وأنت تسمع أنا محلم بن إسماعيل الضبي أنا الخليل بن أحمد السجزي أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن سماك عن حبيب بن حماز قال كنت عند علي بن أبي طالب وسأله رجل عن ذي القرنين كيف بلغ المشرق والمغرب قال سبحان الله سخر له السحاب ومدت له الأسباب وبسط له النور فقال أزيدك قال فسكت الرجل وسكت علي قال أبو حاتم الرازي حبيب بن حماز روى عن علي وأبي ذر روى عنه سماك بن حرب وعبدالله بن الحارث إسناده صحيح (الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 32)
الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 125
قال فما ذو القرنين قال رجل بعثه الله إلى قوم كفرة أهل الكتاب كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم وابتدعوا في دينهم فأحدثوا على أنفسهم فهم اليوم يجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ويجتهدون في الضلالة ويحسبون أنهم على هدى فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال رفع صوته وقال وما أهل النهروان غدا منهم ببعيد قال فقال ابن الكواء والله لا أسأل سواك ولا أتبع غيرك قال فقال إن كان الأمر إليك فافعل إسناده صحيح آخر (الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 126)
555 وبه عن أبي الطفيل قال سمعت ابن الكواء يسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذي القرنين فقال علي لم يكن نبيا ولا ملك كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه الله بعث إلى قومه فضربوه على قرنه فمات فبعثه الله فسمي ذي القرنين إسناده صحيح (الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 175)
عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي بعوث كثيرة فيكونوا في بعث خراسان ثم انزلوا مدينة مرو فإنه بناها ذو القرنين ودعا لأهلها بالبركة ولا يضر اهلها سوء رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وفي إسناد أحمد والأوسط أوس بن عبدالله وفي إسناد الكبير حسام بن مصك وهما مجمع على ضعفهما (مجمع الزوائد ج: 10 ص: 64)
1151 حدثنا الحسن بن سهل بن حريث المصري ثنا جعفر بن محمد الطرسوسي ثنا سمرة بن حجر ثنا حسام بن مصك عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة ستكون بعوث فعليك ببعث خراسان ثم عليك بمدينة مرو فإنه لا يصيب أهلها سوء لأن ذا القرنين بناها( المعجم الكبير ج: 2 ص: 19)
21940 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى مِنْ أَهْلِ مَرْوَ حَدَّثَنَا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَخِي سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بُرَيْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَتَكُونُ بَعْدِي بُعُوثٌ كَثِيرَةٌ فَكُونُوا فِي بَعْثِ خُرَاسَانَ ثُمَّ انْزِلُوا مَدِينَةَ مَرْوَ فَإِنَّهُ بَنَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ وَلَا يَضُرُّ أَهْلَهَا سُوءٌ *رواه احمد
ما ذكر في ذي القرنين 31911 حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال ذو القرنين نبي 31912 حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال كان ملك الأرض 31913 حدثنا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي قال كان رجلا صالحا ناصح الله فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله وفيكم مثله 31914 حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال سئل علي عن ذي القرنين فقال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكنه كان عابدا ناصح الله فنصحه فدعا قومه الى الله فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله ثم دعا قومه إلى الله فضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله فسمي ذا القرنين 31915 حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن سماك عن حبيب بن حماز قال قيل لعلي كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب قال سخر له السحاب وبسط له النور ومد له الأسباب ثم قال أزيدك قال حسبي 31916 حدثنا ابن فضيل عن حصين عن مجاهد قال لم يملك الأرض كلها إلا أربعة مسلمان وكافران فأما المسلمان فسليمان بن داود وذو القرنين وأما الكافران فبخت نصر والذي حاج إبراهيم في ربه (مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 346)
وعن ابن عباس كنت عند معاوية وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص فقال معاوية لعبدالله كيف تقرأ وجدها تغرب في عين حمئة فقال في عين حامية يريد حارة فقال ابن عباس فقال معاوية كيف تقرأها يا ابن عباس فقلت وجدتها تغرب في عين حمئة وأنشد تبع في ذي القرنين بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب علم من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد فالخلب الطين والثأط الحمأة والحر مد الأسود( معتصر المختصر ج: 2 ص: 181)
مسند الشاشي ج: 2 ص: 96
620 حدثنا عيسى نا أبو معاوية نا بسام نا أبو الطفيل قال قال علي بن أبى طالب سلوني فإنكم لا تسألون بعدي مثلي قال فقام ابن الكوا فقال ما الذاريات ذروا قال الرياح قال فما الجاريات يسرا قال السفن قال فما وقرا قال السحاب مما المقسمات أمرا قال الملائكة قال فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال منافقي قريش قال فمن الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا قال هم أهل حروراء قال فما ذو القرنين نبي أو ملك قال ليس بملك ولا نبي ولكن عبد الله صالحا أحب الله وأحبه وناصح الله فنصحه ضرب على قرنه الأيمن فمات فبعثه الله وضرب على قرنه الأيسر فمات وفيكم مثله أو قال مثله أبو معاوية شك (مسند الشاشي ج: 2 ص: 96)
8215 حدثنا موسى بن هارون نا إسحاق بن راهويه حدثني أوس بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة إنها ستكون بعوث فكن في بعث خراسان واسكن مدينة مرو فإنها بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة فلا يصيب أهلها سوء أبدا (المعجم الأوسط ج: 8 ص: 142)
926 حدثنا عبد الرحيم بن واقد ثنا القاسم بن بهرام ثنا أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخضر في البحر واليسع في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان أو يجتمعان كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما الى قابل قلت قد ذهب من الأصل مقدار ثلث سطر (مسند الحارث(زوائدالهيثمي) ج: 2 ص: 866)
168 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنه قال كان ذو القرنين عبدا صالحا نصح الله عز وجل فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله عز وجل ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله عز وجل وفيكم مثله( الآحاد والمثاني ج: 1 ص: 141)
وكذلك قوله في المشرق من ههنا يطلع قرن الشيطان لا يريد به ما يسبق إلى وهم السامع من قرون البقر وإنما يريد من ههنا يطلع رأس الشيطان وكان وهب بن منبه يقول في ذي القرنين إنه رجل من أهل الإسكندرية واسمه الإسكندروس وأنه كان حلم حلما رأى فيه أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فقص رؤياه على قومه فسموه ذي القرنين وأراد بأخذه بقرنيها أنه أخذ بجانبيها والقرون أيضا خصل الشعر كل خصلة قرن ولذلك قيل للروم ذات القرون يراد أنهم يطولون الشعور فأراد صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا أن الشيطان في وقت طلوع الشمس وعند سجود عبدتها لها مائل مع الشمس فالشمس تجري من قبل رأسه فأمرنا أن لا نصلي في هذا الوقت الذي يكفر فيه هؤلاء ويصلون للشمس وللشيطان وهذا أمر مغيب عنا لا نعلم منه إلا ما علمنا والذي أخبرتك به شيء يحتمله التأويل ويباعده عن الشناعة والله أعلم (تأويل مختلف الحديث ج: 1 ص: 126)
4691 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني دعلج بن أحمد السجزي نا أحمد بن علي الأبار نا محمد بن سلام الجمحي قال زعم عبد القاهر بن السري قال قال اياس بن معاوية ما من رجل عاقل الا وهو يعرف عيب نفسه قال فقيل له فما عيبك يا أبا وائلة قال الاكثار قال ثم ماذا قال أم والله مع ذلك وان أكثرت ماتدبر قول عاقل الا وجد فيه بعض ما ينتفع به 4692 أخبرنا أبو عبد ا لله الحافظ ومحمد بن موسى نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب أنا أبو حشرج عن وهب بن منبه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس قال ان محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور ومحادثتك من لا يعقل بمنزلة من يبل الصخرة حتى تبتل أو يطبخ الحديد يلتمس آدمه نقل الحجارة من رؤوس الجبال أيسر من محادثة من لا يعقل (شعب الإيمان ج: 4 ص: 168)
1318 حدثنا أبو بكر ثنا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي قال كان يعني ذا القرنين رجلا صالحا ناصح الله فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه وإن فيكم مثله (السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 597)
قصة ذي القرنين وسعة ملكه وتمكين الله له من أرضه وسلطانه 9541 حدثنا أبي رحمه الله تعالى حدثنا أحمد بن رستم حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا حرملة بن عمران أخبرني عبيد الله بن أبي جعفر أن ذا القرنين في بعض مسيره مر بقوم قبورهم على أبواب بيوتهم وإذا ثيابهم لون واحد ورقاعها واحدة وإذا هم رجال كلهم ليس فيهم امرأة فتوسم رجلا منهم فقال لقد رأيت شيئا ما رأيته في شيء من مسيري قال وما هو فوصف له ما رأى منهم فقال أما هذه القبور التي على أبوابنا فإنا جعلناها موعظة لقلوبنا تخطر على قلب أحدنا الدنيا فيخرج فيرى القبور فيرجع إلى نفسه فيقول إلى هذا المصير وإليها صار من قبلي وأما هذه الثياب فإنه لا يكاد الرجل يلبس ثيابا أحسن من ثياب صاحبه إلا رأى فضلا على جليسه وأما قولك إنكم رجال كلكم ليس معكم نساء فلعمري فلقد خلقناهن ذكر وأنثى ولكن هذا القلب لا يشغل بشيء إلا اشتغل به فجعلنا نساءنا وذرارينا في قرية قريبة منا فإذا أراد الرجل من أهله ما يريد الرجل أتاها فكان معها الليلة والليلتين ثم يرجع إلى ما ها هنا وأنا جعلنا هذه للعبادة قال فما كنت لأعظكم بشيء أفضل أفضل مما وعظتم به أنفسكم سلني ما شئت قال من أنت قال أنا ذوالقرنين قال ما أسألك وأنت لا تملك شيئا قال وكيف وقد آتاني الله عز وجل من كل شيء سببا قال لا تقدر على أن تأتيني ما لم يقدر إلي ولا تصرف ما قدره علي 9552 حدثنا أحمدبن محمد بن شريح حدثنا محمد بن رافع حدثنا إسماعيل قال حدثني عبد الصمد عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال كان ذو القرنين ملكا قيل لم سمي ذا القرنين قال اختلف فيه أهل الكتاب فقال بعضهم ملك الروم وفارس وقال بعضهم كان في رأسه شبه القرنين (العظمة ج: 4 ص: 1444) +++++++ انظر كتاب العظمة ++++++
515 عبد الله المزني أوحى الله عز وجل إلى ذي القرنين وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاَ أحب إلي من المعروف وسأجعل له علماَ فمن رأيتني أحببت إليه المعروف واصطناعه وحببت إلى الناس الطلب رليه فزحبه وتوله فإني أحبه وأتولاه ومن رأيتني كرهت إليه المعروف وبغضت إلى الناس الطلب إليه فابغضه ولا تتوله فإنه من شر ما خلقت (الفردوس بمأثور الخطاب ج: 1 ص: 144)
3000 أنس بن مالك الخضر في البحر والياس في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأحوج ومأجوج ويحجان كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل طعامهما ذلك (الفردوس بمأثور الخطاب ج: 2 ص: 202)
7882 أبو هريرة لا أدري تبع لعيناً كان أم لا ولا أدري ذا القرنين نبياً كان أم لا ولا أدري عزيزاً نبياً كا ن أم لا ولا ادري الحدود كفارة أم لا ( الفردوس بمأثور الخطاب ج: 5 ص: 177)
وقال وهب بن منبه هم بنو عم يأجوج ومأجوج لما بنى ذو القرنين السد كان بعض يأجوج ومأجوج غائبين فتركوا لم يدخلوا مع قومهم فسموا الترك وقيل إنهم من نسل تبع وقيل من ولد افريدون بن سام بن نوح وقيل بن يافث لصلبه وقيل بن كومى بن يافث ذكر فيه حديثين أحدهما حديث عمرو بن تغلب بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام بعدها موحدة والحسن هو البصري والإسناد كله بصريون (فتح الباري ج: 6 ص: 104)
الثها كان ذو القرنين من العرب كما سنذكر بعد وأما الإسكندر فهو من اليونان والعرب كلها من ولد سام بن نوح بالاتفاق وأن وقع الاختلاف هل هم كلهم من بني إسماعيل أو لا واليونان من ولد يافث بن نوح على الراجح فافترقا وشبهة من قال أن ذا القرنين هو الإسكندر ما أخرجه الطبري ومحمد بن ربيع الجيزي في كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر بإسناد فيه بن لهيعة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فقال كان من الروم فأعطى ملكا فصار إلى مصر وبنى الإسكندرية فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال انظر ما تحتك قال أرى مدينة واحدة قال تلك الأرض كلها وإنما أراد الله أن يريك وقد جعل لك في الأرض سلطانا فسر فيها وعلم الجاهل وثبت العالم وهذا لو صح لرفع النزاع ولكنه ضعيف والله أعلم وقد اختلف في ذي القرنين فقيل كان نبيا كما تقدم وهذا مروي أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعليه ظاهر القرآن وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا أدري ذو القرنين كان نبيا أو لا وذكر وهب في المبتدأ أنه كان عبدا صالحا وأن الله بعثه إلى أربعة أمم أمتين بينهما طول الأرض وأمتين بينهما عرض الأرض وهي ناسك ومنسك وتاويل وهاويل فذكر قصة طويلة حكاها الثعلبي في تفسيره وقال الزبير في أوائل كتاب النسب حدثنا إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل سمعت بن الكوا يقول لعلي بن أبي طالب أخبرني ما كان ذو القرنين قال كان رجلا أحب الله فأحبه بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه ضربة مات منها ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ثم بعثه الله فسمى ذو القرنين وعبد العزيز ضعيف ولكن توبع على أبي الطفيل أخرجه سفيان بن عيينة في جامعه عن بن أبي حسين عن أبي الطفيل نحوه وزاد وناصح الله فناصحه وفيه لم يكن نبيا ولا ملكا وسنده صحيح سمعناه في الأحاديث المختارة للحافظ الضياء وفيه اشكال لأن قوله ولم يكن نبيا مغاير لقوله بعثه الله إلى قومه الا أن يحمل البعث على غير رسالة النبوة وقيل كان ملكا من الملائكة حكاه الثعلبي وهذا مروي عن عمر أنه سمع رجلا يقول ياذا القرنين فقال تسمية بأسماء الملائكة وحكى الجاحظ في الحيوان أن أمه كانت من بنات آدم وأن أباه كان من الملائكة قال واسم أبيه فيرى واسم أمه غيرى وقيل كان من الملوك وعليه الأكثر وقد تقدم من حديث على ما يومئ إلى ذلك وسيأتي في ترجمة موسى في الكلام على أخبار الخضر واختلف في سبب تسميته ذا القرنين فتقدم قول علي وقيل لأنه بلغ المشرق والمغرب أخرجه الزبير بن بكار من طريق سليمان بن أسيد عن بن شهاب قال إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها وقيل لأنه ملكهما وقيل رأى في منامه أنه أخذ بقرني الشمس وقيل كان له قرنان حقيقة وهذا أنكره علي في رواية القاسم بن أبي بزة وقيل لأنه كان له ضفيرتان تواريهما ثيابه وقيل لأنه كانت له غديرتان طويلتان من شعره حتى كان يطأ عليهما وتسمية الضفيرة من الشعر قرنا معروف ومنه قول أم عطية وضفرنا شعرها ثلاثة قرون ومنه قول جميل فلثمت فاها آخذا بقرونها وقيل كانت صفحتا رأسه من نحاس وقيل لتاجه قرنان وقيل كان في رأسه شبة القرنين وقيل لأنه دخل النور والظلمة وقيل لأنه عمر حتى فني في زمنه قرنان من الناس وقيل لأن قرني الشيطان عند مطلع الشمس وقد بلغه وقيل لأنه كان كريم الطرفين أمه وأبوه من بيت شرف وقيل لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا (فتح الباري ج: 6 ص: 383)
فتح الباري ج: 6 ص: 384
وقيل لأنه أعطي علم الظاهر والباطن وقيل لأنه ملك فارس والروم وقد اختلف في اسمه فروى بن مردويه من حديث بن عباس وأخرجه الزبير في كتاب النسب عن إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال ذو القرنين عبد الله بن الضحاك بن معد بن عدنان وإسناده ضعيف جدا لضعف عبد العزيز وشيخه وهو مباين لما تقدم أنه كان في زمن إبراهيم فكيف يكون من ذريته لا سيما على قول من قال كان بين عدنان وإبراهيم أربعون أبا أو أكثر وقيل اسمه الصعب وبه جزم كعب الأحبار وذكره بن هشام في التيجان عن بن عباس أيضا وقال أبو جعفر بن حبيب في كتاب المحبر هو المنذر بن أبي القيس أحد ملوك الحيرة وأمه ماء السماء ماوية بنت عوف بن جشم قال وقيل اسمه الصعب بن قرن بن همال من ملوك حمير وقال الطبري هو اسكندروس بن فيلبوس وقيل فيلبس وبالثاني جزم المسعودي وقيل اسمه الهميسع ذكره الهمداني في كتب النسب قال وكنيته أبو الصعب وهو بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وقيل بن عبد الله بن قريب بن منصور بن عبد الله بن الأزد وقيل بإسقاط عبد الله الأول وأما قول بن إسحاق الذي حكاه بن هشام عنه أن اسم ذي القرنين مرزبان بن مردية بدال مهملة وقيل بزاي فقد صرح بأنه الإسكندر ولذلك اشتهر على الألسنة لشهرة السيرة لابن إسحاق قال السهيلي والظاهر من علم الأخبار أنهما اثنان أحدهما كان على عهد إبراهيم ويقال أن إبراهيم تحاكم إليه في بئر السبع بالشام فقضى لإبراهيم والآخر كان قريبا من عهد عيسى قلت لكن الأشبه أن المذكور في القرآن هو الأول بدليل ما ذكر في ترجمة الخضر حيث جرى ذكره في قصة موسى قريبا أنه كان على مقدمة ذي القرنين وقد ثبتت قصة الخضر مع موسى وموسى كان قبل زمن عيسى قطعا وتأتي بقية أخبار الخضر هناك أن شاء الله تعالى فهذا على طريقة من يقول أنه الإسكندر وحكى السهيلي أنه قيل أنه رجل من ولد يونان بن يافث اسمه هرمس ويقال هرديس وحكى القرطبي المفسر تبعا للسهيلي أنه قيل أنه أفريدون وهو الملك القديم للفرس الذي قتل الضحاك الجبار الذي يقول فيه الشاعر فكأنه الضحاك في فتكاته بالعالمين وأنت أفريدون وللضحاك قصص طويلة ذكرها الطبري وغيره والذي يقوي أن ذا القرنين من العرب كثرة ما ذكروه في أشعارهم قال أعشى بن ثعلبة والصعب ذو القرنين أمسى ثاويا بالحنو في جدث هناك مقيم والحنو بكسر المهملة وسكون النون في ناحية المشرق وقال الربيع بن ضبيع والصعب ذو القرنين عمر ملكه ألفين أمسى بعد ذاك رميما وقال قس بن ساعدة والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا باللحد بين ملاعب الأرياح وقال تبع الحميري قد كان ذو القرنين قبلي مسلما ملكا تدين له الملوك وتحشد من بعده بلقيس كانت عمتي ملكتهم حتى أتاها الهدهد وقال بعض الحارثين يفتخر بكون ذي القرنين من اليمن يخاطب قوما من مضر سموا لنا واحدا منكم فنعرفه في الجاهلية لاسم الملك محتملا كالتبعين وذي القرنين يقبله أهل الحجى وأحق القول ما قبلا وقال النعمان بن بشير الأنصاري الصحابي بن الصحابي ومن ذا يعادينا من الناس معشر كرام وذو القرنين منا وحاتم انتهى ويؤخذ من أكثر هذه الشواهد أن الراجح في اسمه الصعب ووقع ذكر ذي القرنين أيضا في شعر امرئ القيس وأوس بن حجر وطرفة بن العبد وغيرهم وأخرج الزبير بن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه عن سفيان الثوري قال بلغني أنه ملك الدنيا كلها أربعة مؤمنان وكافران سليمان النبي عليه السلام وذو القرنين ونمرود وبختنصر ورواه وكيع في تفسيره عن العلاء بن عبد الكريم سمعت مجاهدا يقول ملك الأرض أربعة فسماهم قوله سببا طريقا هو قول أبي عبيدة في المجاز وروى بن أبي شيبة من حديث علي مرفوعا أنه قيل له كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب قال سخر له السحاب وبسط له النور وبدت له الأسباب قوله زبر الحديد وأحدها زبرة وهي القطع هو قول أبي عبيدة أيضا قال زبر الحديد أي قطع الحديد وأحدها زبرة قوله حتى إذا ساوى بين الصدفين يقال عن بن عباس الجبلين وصله بن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله بين الصدفين قال بين الجبلين وقال أبو عبيدة قوله بين الصدفين أي ما بين الناحيتين من الجبلين قوله والسدين الجبلين روى بن أبي حاتم من حديث عقبة بن عامر مرفوعا في قصة ذي القرنين وأنه سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شيء فبنى السدين وفي إسناده ضعف والسدين بالفتح والضم بمعنى قاله الكسائي وقال أبو عمرو بن العلاء ما كان من صنع الله فبالضم وما كان من صنع الآدمي فبالفتح وقيل بالفتح ما رأيته وبالضم ما توارى عنك قوله خرجا أجرا روى بن أبي حاتم من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال خرجا قال أجرا عظيما قوله أتوني أفرغ عليه قطرا أصب عليه رصاصا ويقال الحديد ويقال الصفر وقال بن عباس النحاس أما القول الأول والثاني فحكاهما أبو عبيدة قال في قوله أفرغ عليه قطرا أي أصب عليه حديدا ذائبا وجعله قوم الرصاص انتهى والرصاص بفتح الراء وبكسرها أيضا وأما الثالث فرواه بن أبي حاتم من طريق الضحاك قال أفرغ عليه قطرا قال صفرا وأما قول بن عباس فوصله بن أبي حاتم بإسناد صحيح إلى عكرمة عن بن عباس قال أفرغ عليه قطرا قال النحاس ومن طريق السدي قال القطر النحاس المذاب وبناه لهم بالحديد والنحاس ومن طريق وهب بن منبه قال شرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل له عرقا من نحاس أصفر فصار كأنه برد محبر من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد قوله فما اسطاعوا أن يظهروه يعلوه هو قول أبي عبيدة قال فما اسطاعوا أن يظهروه أي أن يعلوه تقول ظهرت فوق الجبل أي علوته قوله اسطاع استفعل من طعت له فلذلك فتح أسطاع يسطيع وقال بعضهم استطاع يستطيع يعني بفتح الهمزة من أسطاع وضم الياء من يسطيع قوله جعله دكاء ألزقه بالأرض ويقال ناقة دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب وتلبد قال أبو عبيدة جعله دكاء أي تركه مدكوكا أي ألزقه بالأرض ويقال ناقة دكاء أي لا سنام لها مستوية الظهر والعرب تصف الفاعل والمفعول بمصدرهما فمن ذلك جعله دكا أي مدكوكا قوله وقال قتادة حدب أكمة قال عبد الرزاق في التفسير عن معمر عن قتادة في قوله حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون قال من كل أكمة ويأجوج ومأجوج قبيلتان من ولد يافث بن نوح روى بن مردويه والحاكم من حديث حذيفة مرفوعا يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة ألف رجل لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كلهم قد حمل السلاح لا يمرون على شيء إذا خرجوا الا أكلوه ويأكلون من مات منهم وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الفتن أن شاء الله تعالى وقد أشار النووي وغيره إلى حكاية من زعم أن آدم نام فاحتلم فاختلط منيه بتراب فتولد منه ولد يأجوج ومأجوج من نسله وهو قول منكر جدا لا أصل له الا عن بعض أهل الكتاب وذكر بن هشام في التيجان أن أمة منهم آمنوا بالله فتركهم ذو القرنين لما بنى السد بأرمينية فسموا الترك لذلك قوله وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم رأيت السد مثل البرد المحبر قال رأيته وصله بن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج قال كيف رأيته قال مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء قال قد رأيته ورواه الطبراني من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن رجلين عن أبي بكرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال فذكر نحوه وزاد فيه زيادة منكرة وهي والذي نفسي بيده لقد رأيته ليلة أسري بي لبنة من ذهب ولبنة من فضة وأخرجه البزار من طريق يوسف بن أبي مريم الحنفي عن أبي بكرة ورجل رأى السد فساقه مطولا ثم ذكر المصنف في الباب ثلاثة أحاديث موصولة أحدها حديث زينب بنت جحش في ذكر ردم يأجوج ومأجوج وسيأتي شرحه مستوفى في آخر كتاب الفتن ثانيها حديث أبي هريرة نحوه باختصار ويأتي هناك أيضا ثالثها حديث أبي سعيد في بعث النار وسيأتي شرحه في أواخر الرقاق والغرض منه هنا ذكر يأجوج وماجوج والإشارة إلى كثرتهم وأن هذه الأمة بالنسبة إليهم نحو عشر عشر العشر وأنهم من ذرية آدم ردا على من قال خلاف ذلك (فتح الباري ج: 6 ص: 386)
وقيل قطع في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل تمامه طعامهما ذلك اه فكأنه سقط من قلم المصنف وهذا حديث ضعيف لكنه يتقوى بوروده من عدة طرق بألفاظ مختلفة فمنها ما في المستدرك عن أنس كنا مع النبي في سفر فنزل منزلا فإذا رجل في الوادي يقول اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها فأشرفت على الوادي فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فقال من أنت قلت أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيض القدير ج: 3 ص: 504)