سيرة مصعب بن عمير
سيرة مصعب بن عمير
( بَابُ مَنَاقِبِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الصَّادِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ ( بْنِ عُمَيْرٍ ) بِالتَّصْغِيرِ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِيِّ كَانَ مِنْ أَجِلَّةِ الصَّحَابَةِ وَفُضَلَائِهِمْ , هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي أَوَّلِ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهَا , ثُمَّ شَهِدَ بَدْرًا , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ بَعْدَ الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ يُقْرِئُهُمْ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّينِ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْجُمُعَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ , وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَنْ أَنْعَمِ النَّاسِ عَيْشًا وَأَلْيَنِهِمْ لِبَاسًا , فَلَمَّا أَسْلَمَ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا , فَتَخَشَّفَ جِلْدُهُ تَخَشُّفَ الْحَيَّةِ , وَقِيلَ إِنَّهُ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنْ بَايَعَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى , فَكَانَ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فِي دُورِهِمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَيُسْلِمُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ , حَتَّى فَشَا الْإِسْلَامُ فِيهِمْ , فَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يَجْمَعَ بِهِمْ فَأَذِنَ لَهُ , ثُمَّ قَدِمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ فِي الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ , فَأَقَامَ بِمَكَّةَ قَلِيلًا ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَهَا , وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرُ , وَفِيهِ نَزَلَ : { رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } وَكَانَ إِسْلَامُهُ بَعْدَ دُخُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الْأَرْقَمِ .(تحفة الأحوذي)
قَوْله : ( وَلَا نَقْضِي ) بِالْقَافِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة لِلْأَكْثَرِ , وَفِي بَعْض النُّسَخ عَنْ شُيُوخ أَبِي ذَرّ ” وَلَا نَعْصِي ” بِالْعَيْنِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ , وَقَدْ بَيَّنْت الصَّوَاب مِنْ ذَلِكَ فِي أَوَائِل كِتَاب الْإِيمَان . وَذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَ الِاثْنَيْ عَشَر رَجُلًا مُصْعَب بْن عُمَيْر الْعَبْدَرِيّ , وَقِيلَ : بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ بَعْد ذَلِكَ بِطَلَبِهِمْ لِيُفَقِّههُمْ وَيُقْرِئهُمْ , فَنَزَلَ عَلَى أَسْعَد بْن زُرَارَة , فَرَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن كَعْب بْن مَالِك قَالَ : ” كَانَ أَبِي إِذَا سَمِعَ الْأَذَان لِلْجُمْعَةِ اِسْتَغْفَرَ لِأَسْعَد بْن زُرَارَة , فَسَأَلْته , فَقَالَ : كَانَ أَوَّل مَنْ جَمَّعَ بِنَا بِالْمَدِينَةِ ” ولِلدَّارَقُطْنِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس ” أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى مُصْعَب بْن عُمَيْر أَنْ اِجْمَعْ بِهِمْ ” ا ه , فَأَسْلَمَ خَلْق كَثِير مِنْ الْأَنْصَار عَلَى يَد مُصْعَب بْن عُمَيْر بِمُعَاوَنَةِ أَسْعَد بْن زُرَارَة حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ , فَكَانَ ذَلِكَ سَبَب رِحْلَتهمْ فِي السَّنَة الْمُقْبِلَة , حَتَّى وَافَى مِنْهُمْ الْعَقَبَة سَبْعُونَ مُسْلِمًا وَزِيَادَة , فَبَايَعُوا كَمَا تَقَدَّمَ . (فتح الباري)
يوم أحد
: ( بَابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ ) …. , وَصُفَّ الْمُسْلِمُونَ بِأَصْلِ أُحُدٍ , وَصُفَّ الْمُشْرِكُونَ بِالسَّبْخَةِ وَتَعَبُّوا لِلْقِتَالِ , وَعَلَى خَيْل الْمُشْرِكِينَ – وَهِيَ مِائَةُ فَرَس – خَالِدُ بْن الْوَلِيد , وَلَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَرَسٌ وَصَاحِب لِوَاء الْمُشْرِكِينَ طَلْحَة بْن عُثْمَان , وَأَمَّرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه بْن جُبَيْر عَلَى الرُّمَاة وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا وَعَهِدَ إِلَيْهِمْ أَنْ لَا يَتْرُكُوا مَنَازِلَهُمْ , وَكَانَ صَاحِبُ لِوَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُصْعَب بْن عُمَيْر , فَبَارَزَ طَلْحَة بْن عُثْمَان فَقَتَلَهُ , (فتح الباري)
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْبَابِ أَنَّ قُرَيْشًا خَرَجُوا مَعَهُمْ بِالنِّسَاءِ لِأَجْلِ الْحَفِيظَةِ وَالثَّبَاتِ , وَسَمَّى اِبْن إِسْحَاق النِّسَاء الْمَذْكُورَات وَهُنَّ : هِنْد بِنْت عُتْبَةَ خَرَجَتْ مَعَ أَبِي سُفْيَان , وَأُمّ حَكِيم بِنْت الْحَارِث بْن هِشَام مَعَ زَوْجهَا عِكْرِمَة بْن أَبِي جَهْل , وَفَاطِمَة بِنْت الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة مَعَ زَوْجهَا الْحَارِث بْن هِشَام , وَبَرْزَة بِنْت مَسْعُود الثَّقَفِيَّة مَعَ زَوْجهَا صَفْوَان بْن أُمَيَّة وَهِيَ وَالِدَة اِبْن صَفْوَان , وَرَيْطَة بِنْت شَيْبَة السَّهْمِيَّة مَعَ زَوْجهَا عَمْرو بْن الْعَاصِ وَهِيَ وَالِدَة اِبْنه عَبْد اللَّه , وَسُلَافَة بِنْت سَعْد مَعَ زَوْجهَا طَلْحَة بْن أَبِي طَلْحَة الْحَجَبِيِّ , وَخِنَاس بِنْت مَالِك وَالِدَة مُصْعَب بْن عُمَيْر , وَعَمْرَة بِنْت عَلْقَمَة بْن كِنَانَة . وَقَالَ غَيْره كَانَ النِّسَاء اللَّاتِي خَرَجْنَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَوْم أُحُدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ اِمْرَأَةً (فتح الباري)
وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق : وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ مُصْعَب بْن عُمَيْر عَمْرو بْن قَمِيئَةَ اللَّيْثِيُّ , فَظَنَّ أَنَّهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشِ فَقَالَ لَهُمْ : قَتَلْت مُحَمَّدًا . وَفِي الْجِهَادِ لِابْنِ الْمُنْذِرِ مِنْ مُرْسَلِ عُبَيْد بْن عُمَيْر قَالَ : ” وَقَفَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُصْعَب بْن عُمَيْر وَهُوَ مُتَجَعِّفٌ عَلَى وَجْهِهِ , وَكَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” الْحَدِيث .(فتح الباري)
1274 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا بِطَعَامِهِ فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ وَقُتِلَ حَمْزَةُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ خَيْرٌ مِنِّي فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي رواه البخاري
1275 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ رواه البخاري
3914 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ خَبَّابٍ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ و حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا خَبَّابٌ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا نُكَفِّنُهُ فِيهِ إِلَّا نَمِرَةً كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ فَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ بِهَا وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ إِذْخِرٍ وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا رواه البخاري
هجرة
3924 حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ سَمِعَ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رواه البخاري
4941 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَجَعَلَا يُقْرِئَانِنَا الْقُرْآنَ ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وَبِلَالٌ وَسَعْدٌ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَاءَ فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأْتُ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِثْلِهَا رواه البخاري
نقباء
3721 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ الْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ أَوْ نُقَبَاءَ وَأُعْطِيتُ أَنَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ قُلْنَا مَنْ هُمْ قَالَ أَنَا وَابْنَايَ وَجَعْفَرُ وَحَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَبِلَالٌ وَسَلْمَانُ وَالْمِقْدَادُ وَحُذَيْفَةُ وَعَمَّارٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَلِيٍّ مَوْقُوفًا رواه الترمذي
ثياب مصعب
قَوْله ( مِنْهُمْ مُصْعَب بْن عُمَيْر ) بِصِيغَةِ التَّصْغِير هُوَ اِبْن هِشَام بْن عَبْد مَنَافٍ بْن عَبْد الدَّار بْن قُصَيّ . يَجْتَمِع مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُصَيّ , وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا عَبْد اللَّه , مِنْ السَّابِقِينَ إِلَى الْإِسْلَام وَإِلَى هِجْرَة الْمَدِينَة . قَالَ الْبَرَاء : أَوَّل مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَب بْن عُمَيْر وَابْن أُمّ مَكْتُوم وَكَانَا يُقْرِئَانِ الْقُرْآن أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّف فِي أَوَائِل الْهِجْرَة , وَذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَهُ مَعَ أَهْل الْعَقَبَة الْأُولَى يُقْرِئهُمْ وَيُعَلِّمهُمْ , وَكَانَ مُصْعَب وَهُوَ بِمَكَّة فِي ثَرْوَة وَنِعْمَة فَلَمَّا هَاجَرَ صَارَ فِي قِلَّة , فَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن كَعْب حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُول ” بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِد إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا مُصْعَب بْن عُمَيْر وَمَا عَلَيْهِ إِلَّا بُرْدَة لَهُ مَرْقُوعَة بِفَرْوَةٍ , فَبَكَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَآهُ لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنْ النِّعَم وَاَلَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْم ” (فتح الباري) .
مسند أبي يعلى ـ محقق – (1 / 387)
بيد الله بن عمر حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن ابن إسحاق عن يزيد بن رومان القرظي عن رجل سماه ونسيته : عن علي بن أبي طالب قال : خرجت في غداة شاتية جائعا وقد أوبقني البرد فأخذت ثوبا من صوف قد كان عندنا ثم أدخلته في عنقي وحزمته على صدري أستدفيء به والله ما في بيتي شيء آكل منه ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه و سلم شيء لبلغني فخرجت في بعض نواحي المدينة فانطلقت إلى يهودي في حائطه فاطلعت عليه من ثغرة جداره فقال : ما لك يا أعرابي ؟ هل لك في دلو بتمرة ؟ قلت : نعم افتح لي الحائط ففتح لي فدخلت فجعلت أنزع الدلو ويعطيني تمرة حتى ملأت كفي قلت : حسبي منك الآن فأكلتهن ثم جرعت من الماء ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة وكان أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشا فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم وريح عليه بأخرى وغدا في حلة وراح في أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة ؟ قلنا : بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة قال : بل أنتم اليوم خير
قال حسين سليم أسد : إسناده ضعيف
المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص – (3 / 221)
4904 – حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن جهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد العبدري عن أبيه قال : كان مصعب بن عمير فتى مكة شبابا و جمالا و كان أبواه يحبانه و كانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب و أرقة و كان أعطر أهل مكة و رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكره و يقول : ما رأيت بمكة أحسن لمة و لا أرق حلة و لا أنعم نعمة من مصعب بن عمير
تعليق الذهبي قي التلخيص : سكت عنه الذهبي في التلخيص
المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص – (3 / 728)
6640 – حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا زيد بن الحباب ثنا موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة عن عروة بن الزبير عن أبيه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا بقباء و معه نفر فقام مصعب بن عمر عليه بردة ما تكاد تواريه و نكس القوم فجاء فسلم فردوا عليه فقال فيه النبي صلى الله عليه و سلم خيرا و أثنى عليه ثم قال : لقد رأيت هذا عند أبويه بمكة يكرمانه ينعمانه و ما فتى من فتيان قريش مثله ثم خرج من ذلك ابتغاء مرضات الله و نصرة رسوله أما أنه لا يأتي عليكم إلا كذا و كذا حتى يفتح عليكم فارس و الروم فيغدو أحدكم في حلة و يروح في حلة و يغدي عليكم بقصعة و يراح عليكم بقصعة قالوا : يا رسول الله نحن اليوم خير أو ذلك اليوم قال : بل أنتم خير منكم ذلك اليوم أما لو تعلمون من الدنيا ما أعلم لا ستراحت أنفسكم منها
تعليق الذهبي قي التلخيص : سكت عنه الذهبي في التلخيص
أسلم على يد مصعب بن عمير
المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص – (3 / 491)
5836 – فحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر ثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال : مات محمد بن مسلمة بالمدينة سنة ست و أربعين و هو يومئذ ابن سبع و سبعين سنة و كان طويلا أصلع قال ابن عمر : كان محمد بن مسلمة يكنى أبا عبد الرحمن أسلم بالمدينة على يد مصعب بن عمير قبل إسلام أسيد بن الحضير و سعد بن معاذ و آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بينه و بين أبي عبيدة بن الجراح و شهد بدرا و أحدا و كان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد حين ولى الناس و شهد الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خلا تبوك فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم خلفه بالمدينة حين خرج إليها و كان فيمن قتل كعب بن الأشرف
آخى
المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص – (3 / 518)
5929 – حدثنا أبو عبد الله الأنصاري ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا سليمان بن داود ثنا محمد بن عمر قال :
: آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أبي أيوب و بين مصعب بن عمير و شهد أبو أيوب بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و توفي عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية سنة اثنتين و خمسين و قبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم فيما ذكر يتعاهدون قبره و يزورونه و يستسقون به إذا قحطوا
سبب النزول
المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص – (2 / 271)
2977 – أخبرنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد القطيعي ببغداد من أصل كتابه ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأوسي ثنا سليمان بن بلال عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير و هو مقتول على طريقه فوقف عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و دعا له ثم قرأ هذه الآية { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا } ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم و زروهم و الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : أنا أحسبه موضوعا
الزوجة
المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص – (4 / 76)
6931 – أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر قال : و حمنة بنت جحش كانت عند مصعب بن عمير و قتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمد بن السجاد و به كان يكنى و عبد الله بن طلحة
أول من جمع
المعجم الكبير للطبراني – (12 / 231)
14152- حدثنا مُحَمَّدُ بن عَلِيٍّ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ الْكَرِيزِيُّ، عَنْ صَالِحِ بن أَبِي الأَخْضَرِ،،أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْحَارِثِ بن هِشَامٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ:”أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْمَدِينَةَ مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِهَا يَوْمَ جُمَعِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدُمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِهِمْ”.
حَكِيمُ بن أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ
بيعة العقبة
3889 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ حِينَ عَمِيَ قَالَ سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بِطُولِهِ قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا رواه البخاري
قَوْله : ( بَاب وُفُود الْأَنْصَار إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة وَبَيْعَة الْعَقَبَة ) ذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق وَغَيْره أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَعْد مَوْت أَبِي طَالِب قَدْ خَرَجَ إِلَى ثَقِيف بِالطَّائِفِ يَدْعُوهُمْ إِلَى نَصْره , فَلَمَّا اِمْتَنَعُوا مِنْهُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَدْء الْخَلْق شَرْحُهُ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَكَانَ يَعْرِض نَفْسه عَلَى قَبَائِل الْعَرَب فِي مَوَاسِم الْحَجّ , وَذَكَرَ بِأَسَانِيد مُتَفَرِّقَة أَنَّهُ أَتَى كِنْدَة وَبَنِي كَعْب وَبَنِي حُذَيْفَة وَبَنِي عَامِر بْن صَعْصَعَة وَغَيْرهمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَد مِنْهُمْ إِلَى مَا سَأَلَ , وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ الزُّهْرِيِّ : ” فَكَانَ فِي تِلْكَ السِّنِينَ – أَيْ الَّتِي قَبْل الْهِجْرَة – يَعْرِض نَفْسه عَلَى الْقَبَائِل , وَيُكَلِّم كُلّ شَرِيف قَوْم , لَا يَسْأَلهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْوُهُ وَيَمْنَعُوهُ , وَيَقُول : لَا أُكْرِه أَحَدًا مِنْكُمْ عَلَى شَيْء , بَلْ أُرِيد أَنْ تَمْنَعُوا مَنْ يُؤْذِينِي حَتَّى أُبَلِّغ رِسَالَة رَبِّي , فَلَا يَقْبَلهُ أَحَد بَلْ يَقُولُونَ : قَوْم الرَّجُل أَعْلَمُ بِهِ ” وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ وَأَصْله عِنْد أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان مِنْ حَدِيث رَبِيعَة بْن عِبَاد بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَتَخْفِيف الْمُوَحَّدَة قَالَ : ” رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُوق ذِي الْمَجَاز يَتْبَع النَّاس فِي مَنَازِلهمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ” الْحَدِيث . وَرَوَى أَحْمَد وَأَصْحَاب السُّنَن وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث جَابِر ” كَانَ رَسُول اللَّه يَعْرِض نَفْسه عَلَى النَّاس بِالْمَوْسِمِ فَيَقُول : هَلْ مِنْ رَجُل يَحْمِلنِي إِلَى قَوْمه ؟ فَإِنَّ قُرَيْشًا مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغ كَلَام رَبِّي . فَأَتَاهُ رَجُل مِنْ هَمْدَانَ فَأَجَابَهُ , ثُمَّ خَشِيَ أَنْ لَا يَتْبَعهُ قَوْمه فَجَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ : آتِي قَوْمِي فَأُخْبِرهُمْ ثُمَّ آتِيك مِنْ الْعَام الْمُقْبِل . قَالَ : نَعَمْ . فَانْطَلَقَ الرَّجُل وَجَاءَ وَفْد الْأَنْصَار فِي رَجَب ” وَقَدْ أَخْرَجَ الْحَاكِم وَأَبُو نُعَيْم وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ” الدَّلَائِل ” بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ اِبْن عَبَّاس ” حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَالَ : لَمَّا أَمَرَ اللَّه نَبِيّه أَنْ يَعْرِض نَفْسه عَلَى قَبَائِل الْعَرَب خَرَجَ وَأَنَا مِنْهُ وَأَبُو بَكْر إِلَى مِنًى , حَتَّى دَفَعَنَا إِلَى مَجْلِس مِنْ مَجَالِس الْعَرَب , وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْر وَكَانَ نَسَّابَة فَقَالَ : مَنْ الْقَوْم ؟ فَقَالُوا : مِنْ رَبِيعَة . فَقَالَ مِنْ أَيّ رَبِيعَة أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : مِنْ ذُهْل – ذَكَرُوا حَدِيثًا طَوِيلًا فِي مُرَاجَعَتهمْ وَتَوَقُّفهمْ أَخِيرًا عَنْ الْإِجَابَة – قَالَ : ثُمَّ دَفَعْنَا إِلَى مَجْلِس الْأَوْس وَالْخَزْرَج , وَهُمْ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَار لِكَوْنِهِمْ أَجَابُوهُ إِلَى إِيوَائِهِ وَنَصْره , قَالَ : فَمَا نَهَضُوا حَتَّى بَايَعُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” اِنْتَهَى . وَذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق أَنَّ أَهْل الْعَقَبَة الْأُولَى كَانُوا سِتَّة نَفَر وَهُمْ : أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَد بْن زُرَارَة النَّجَّارِيّ وَرَافِع بْن مَالِك بْن الْعَجْلَان الْعَجْلَانِيّ وَقُطْبَة بْن عَامِر بْن حَدِيدَة وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه بْن رَثَّابٍ , وَعُقْبَة بْن عَامِر – وَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة مِنْ بَنِي سَلَمَة – وَعَوْف بْن الْحَارِث بْن رِفَاعَة مِنْ بَنِي مَالِك بْن النَّجَّار . وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ الزُّهْرِيِّ وَأَبُو الْأَسْوَد عَنْ عُرْوَة : هُمْ أَسْعَد بْن زُرَارَة وَرَافِع بْن مَالِك وَمُعَاذ ابْن عَفْرَاء وَيَزِيد بْن ثَعْلَبَة وَأَبُو الْهَيْثَم بْن التَّيْهَانِ وَعُوَيْم بْن سَاعِدَة , وَيُقَال كَانَ فِيهِمْ عُبَادَةُ بْن الصَّامِت وَذَكْوَان . قَالَ اِبْن إِسْحَاق : ” حَدَّثَنِي عَاصِم بْن عُمَر بْن قَتَادَةَ عَنْ أَشْيَاخ مِنْ قَوْمه قَالَ لَمَّا رَآهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا مِنْ الْخَزْرَج . قَالَ : أَفَلَا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمكُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه , وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ الْإِسْلَام , وَتَلَا عَلَيْهِمْ الْقُرْآن . وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّه لَهُمْ أَنَّ الْيَهُود كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلَادهمْ , وَكَانُوا أَهْل كِتَاب , وَكَانَ الْأَوْس وَالْخَزْرَج أَكْثَر مِنْهُمْ , فَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنهمْ شَيْء قَالُوا : إِنَّ نَبِيّنَا سَيُبْعَثُ الْآن قَدْ أَظَلّ زَمَانه نَتَّبِعهُ , فَنَقْتُلكُمْ مَعَهُ , فَلَمَّا كَلَّمَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفُوا النَّعْت , فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ : لَا تَسْبِقنَا إِلَيْهِ يَهُود , فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا , وَانْصَرَفُوا إِلَى بِلَادهمْ لِيَدْعُوا قَوْمهمْ , فَلَمَّا أَخْبَرُوهُمْ لَمْ يَبْقَ دُور مِنْ قَوْمهمْ إِلَّا وَفِيهَا ذِكْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى إِذَا كَانَ الْمَوْسِم وَافَاهُ مِنْهُمْ اِثْنَا عَشَر رَجُلًا ” .(فتح الباري)
غزوة أحد
: ( بَابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ ) سَقَطَ لَفْظ ” بَاب ” مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ . وَ ” أُحُدٌ ” بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْمُهْمَلَةِ جَبَلٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَقَلُّ مِنْ فَرْسَخٍ . وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ” كَمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ بَابٍ مِنْ هَذِهِ الْغَزْوَةِ مَعَ مَزِيدِ فَوَائِدِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ . وَنَقَلَ السُّهَيْلِيُّ عَنْ الزُّبَيْر بْن بَكَّارٍ فِي فَضْل الْمَدِينَة أَنَّ قَبْر هَارُونَ عَلَيْهِ السَّلَام بِأُحُدٍ , وَأَنَّهُ قَدِمَ مَعَ مُوسَى فِي جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حُجَّاجًا فَمَاتَ هُنَاكَ . قُلْت : وَسَنَدُ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ فِي ذَلِكَ ضَعِيفٌ جِدًّا مِنْ جِهَةِ شَيْخِهِ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زُبَالَةَ , وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا وَلَيْسَ بِمَرْفُوعٍ . وَكَانَتْ عِنْدَهُ الْوَقْعَة الْمَشْهُورَة فِي شَوَّال سَنَةَ ثَلَاثٍ بِاتِّفَاقِ الْجُمْهُورِ , وَشَذَّ مَنْ قَالَ سَنَة أَرْبَعٍ . قَالَ اِبْن إِسْحَاق : لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْهُ وَقِيلَ : لِسَبْعِ لَيَالٍ وَقِيلَ : لِثَمَانٍ وَقِيلَ : لِتِسْعٍ وَقِيلَ : فِي نِصْفِهِ , وَقَالَ مَالِكٌ : كَانَتْ بَعْدَ بَدْرٍ بِسَنَةٍ , وَفِيهِ تَجَوُّزٌ لِأَنَّ بَدْرًا كَانَتْ فِي رَمَضَانَ بِاتِّفَاقٍ فَهِيَ بَعْدَهَا بِسَنَةٍ وَشَهْرٍ لَمْ يَكْمُلْ , وَلِهَذَا قَالَ مَرَّة أُخْرَى : كَانَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِأَحَدٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا . وَكَانَ السَّبَب فِيهَا مَا ذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق عَنْ شُيُوخِهِ وَمُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ اِبْن شِهَاب وَأَبُو الْأَسْوَد عَنْ عُرْوَةَ قَالُوا : وَهَذَا مُلَخَّصُ مَا ذَكَرَهُ مُوسَى بْن عُقْبَة فِي سِيَاق الْقِصَّةِ كُلِّهَا قَالَ : لَمَّا رَجَعَتْ قُرَيْشُ اِسْتَجْلَبُوا مَنْ اِسْتَطَاعُوا مِنْ الْعَرَب وَسَارَ بِهِمْ أَبُو سُفْيَان حَتَّى نَزَلُوا بِبَطْنِ الْوَادِي مِنْ قِبَلِ أُحُدٍ . وَكَانَ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَسِفُوا عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ مَشْهَدِ بَدْرٍ وَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ , وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْجُمُعَة رُؤْيَا , فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ . رَأَيْت الْبَارِحَة فِي مَنَامِي بَقَرًا تُذْبَحُ , وَاَللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى , وَرَأَيْت سَيْفِي ذَا الْفَقَارِ اِنْقَصَمَ مِنْ عِنْدِ ظُبَّتِهِ أَوْ قَالَ بِهِ فُلُول فَكَرِهْته وَهُمَا مُصِيبَتَانِ , وَرَأَيْت أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَأَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا . قَالُوا : وَمَا أَوَّلْتهَا ؟ قَالَ : أَوَّلْت الْبَقَرَ بَقْرًا يَكُونُ فِينَا , وَأَوَّلْت الْكَبْشَ كَبْشُ الْكَتِيبَةِ , وَأَوَّلْت الدِّرْعَ الْحَصِينَةَ الْمَدِينَةَ , فَامْكُثُوا , فَإِنْ دَخَلَ الْقَوْم الْأَزِقَّةَ قَاتَلْنَاهُمْ وَرُمُوا مِنْ فَوْقِ الْبُيُوتِ , فَقَالَ أُولَئِكَ الْقَوْمُ : يَا نَبِيَّ اللَّه كُنَّا نَتَمَنَّى هَذَا الْيَوْمَ , وَأَبَى كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إِلَّا الْخُرُوجَ فَلَمَّا صَلَّى الْجُمُعَةَ وَانْصَرَفَ دَعَا بِاللَّأْمَةِ فَلَبِسَهَا , ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْخُرُوجِ , فَنَدِمَ ذَوُو الرَّأْي مِنْهُمْ فَقَالُوا : يَا رَسُول اللَّه اُمْكُث كَمَا أَمَرْتَنَا , فَقَالَ : مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا أَخَذَ لَأْمَة الْحَرْب أَنْ يَرْجِعَ حَتَّى يُقَاتِل , نَزَلَ فَخَرَجَ بِهِمْ وَهُمْ أَلْف رَجُل وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ ثَلَاثَة آلَاف حَتَّى نَزَلَ بِأُحُدٍ , وَرَجَعَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّه بْن أُبَيّ اِبْن سَلُول فِي ثَلَثمِائَةٍ فَبَقِيَ فِي سَبْعمِائَةٍ , فَلَمَّا رَجَعَ عَبْد اللَّهُ سَقَطَ فِي أَيْدِي طَائِفَتَيْنِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَهُمَا بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلَمَةَ , وَصُفَّ الْمُسْلِمُونَ بِأَصْلِ أُحُدٍ , وَصُفَّ الْمُشْرِكُونَ بِالسَّبْخَةِ وَتَعَبُّوا لِلْقِتَالِ , وَعَلَى خَيْل الْمُشْرِكِينَ – وَهِيَ مِائَةُ فَرَس – خَالِدُ بْن الْوَلِيد , وَلَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَرَسٌ وَصَاحِب لِوَاء الْمُشْرِكِينَ طَلْحَة بْن عُثْمَان , وَأَمَّرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه بْن جُبَيْر عَلَى الرُّمَاة وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا وَعَهِدَ إِلَيْهِمْ أَنْ لَا يَتْرُكُوا مَنَازِلَهُمْ , وَكَانَ صَاحِبُ لِوَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُصْعَب بْن عُمَيْر , فَبَارَزَ طَلْحَة بْن عُثْمَان فَقَتَلَهُ , وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ حَتَّى أَجْهَضُوهُمْ عَنْ أَثْقَالِهِمْ , وَحَمَلَتْ خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ فَنَضَحَتْهُمْ الرُّمَاةُ بِالنَّبْلِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ فَانْتَبَهُوهُمْ , فَرَأَى ذَلِكَ الرُّمَاة فَتَرَكُوا مَكَانَهُمْ , وَدَخَلَ الْعَسْكَر , فَأَبْصَرَ ذَلِكَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيد وَمَنْ مَعَهُ فَحَمَلُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي الْخَيْل فَمَزَّقُوهُمْ , وَصَرَخَ صَارِخٌ : قَتَلَ مُحَمَّد أُخْرَاكُمْ , فَعَطَفَ الْمُسْلِمُونَ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ , وَانْهَزَمَ طَائِفَة مِنْهُمْ إِلَى جِهَة الْمَدِينَة وَتَفَرَّقَ سَائِرهمْ وَوَقَعَ فِيهِمْ الْقَتْل ; وَثَبَتَ نَبِيُّ اللَّه حِين اِنْكَشَفُوا عَنْهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ فِي أُخْرَاهُمْ , حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ وَهُوَ عِنْدَ الْمِهْرَاسِ فِي الشُّعَب , وَتَوَجَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِس أَصْحَابه , فَاسْتَقْبَلَهُ الْمُشْرِكُونَ فَرَمُوا وَجْهَهُ فَأَدْمَوْهُ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَته , فَمَرَّ مُصْعِدًا فِي الشُّعَب وَمَعَهُ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْر , وَقِيلَ : مَعَهُ طَائِفَة مِنْ الْأَنْصَار مِنْهُمْ سَهْل بْن بَيْضَاء وَالْحَارِث بْن الصِّمَّة , وَشُغِلَ الْمُشْرِكُونَ بِقَتْلَى الْمُسْلِمِينَ يُمَثِّلُونَ بِهِمْ يَقْطَعُونَ الْآذَان وَالْأُنُوف وَالْفُرُوجَ وَيَبْقُرُونَ الْبُطُون وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ أَصَابُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْرَافَ أَصْحَابِهِ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَفْتَخِر بِآلِهَتِهِ : اُعْلُ هُبَل , فَنَادَاهُ عُمَر : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلّ . وَرَجَعَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى أَثْقَالِهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : إِنْ رَكِبُوا وَجَعَلُوا الْأَثْقَالَ تَتَبَّعْ آثَار الْخَيْل , فَهُمْ يُرِيدُونَ الْبُيُوت , وَإِنْ رَكِبُوا الْأَثْقَالَ وَتَجَنَّبُوا الْخَيْل فَهُمْ يُرِيدُونَ الرُّجُوع , فَتَبِعَهُمْ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ , ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : رَأَيْت الْخَيْلَ مَجْنُوبَة , فَطَابَتْ أَنْفُس الْمُسْلِمِينَ وَرَجَعُوا إِلَى قَتْلَاهُمْ فَدَفَنُوهُمْ فِي ثِيَابهمْ وَلَمْ يُغَسِّلُوهُمْ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَيْهِمْ , وَبَكَى الْمُسْلِمُونَ عَلَى قَتْلَاهُمْ , فَسُرَّ الْمُنَافِقُونَ وَظَهَرَ غِشُّ الْيَهُودِ وَفَارَتْ الْمَدِينَة بِالنِّفَاقِ , فَقَالَتْ الْيَهُود : لَوْ كَانَ نَبِيًّا مَا ظَهَرُوا عَلَيْهِ , وَقَالَتْ الْمُنَافِقُونَ : لَوْ أَطَاعُونَا مَا أَصَابَهُمْ هَذَا . قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَكَانَ فِي قِصَّة أُحُدٍ وَمَا أُصِيب بِهِ الْمُسْلِمُونَ فِيهَا مِنْ الْفَوَائِدِ وَالْحِكَمِ الرَّبَّانِيَّةِ أَشْيَاء عَظِيمَة : مِنْهَا تَعْرِيف الْمُسْلِمِينَ سُوء عَاقِبَة الْمَعْصِيَة وَشُؤْم اِرْتِكَاب النَّهْي , لِمَا وَقَعَ مِنْ تَرْك الرُّمَاةِ مَوْقِفَهُمْ الَّذِي أَمَرَهُمْ الرَّسُول أَنْ لَا يَبْرَحُوا مِنْهُ . وَمِنْهَا أَنَّ عَادَة الرُّسُلِ أَنْ تُبْتَلَى وَتَكُون لَهَا الْعَاقِبَة كَمَا تَقَدَّمَ فِي قِصَّةِ هِرَقْل مَعَ أَبِي سُفْيَان , وَالْحِكْمَة فِي ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَوْ اِنْتَصَرُوا دَائِمًا دَخَلَ فِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ وَلَمْ يَتَمَيَّز الصَّادِق مِنْ غَيْره , وَلَوْ اِنْكَسَرُوا دَائِمًا لَمْ يَحْصُل الْمَقْصُود مِنْ الْبَعْثَة , فَاقْتَضَتْ الْحِكْمَة الْجَمْع بَيْن الْأَمْرَيْنِ لِتَمْيِيزِ الصَّادِق مِنْ الْكَاذِب , وَذَلِكَ أَنَّ نِفَاق الْمُنَافِقِينَ كَانَ مَخْفِيًّا عَنْ الْمُسْلِمِينَ , فَلَمَّا جَرَتْ هَذِهِ الْقِصَّة وَأَظْهَر أَهْل النِّفَاق مَا أَظْهَرُوهُ مِنْ الْفِعْل وَالْقَوْل عَادَ التَّلْوِيح تَصْرِيحًا , وَعَرَفَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ لَهُمْ عَدُوًّا فِي دُورهمْ فَاسْتَعَدُّوا لَهُمْ وَتَحَرَّزُوا مِنْهُمْ . وَمِنْهَا أَنَّ فِي تَأْخِير النَّصْر فِي بَعْض الْمَوَاطِن هَضْمًا لِلنَّفْسِ وَكَسْرًا لِشَمَاخَتِهَا , فَلَمَّا اُبْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ صَبَرُوا وَجَزِع الْمُنَافِقُونَ . وَمِنْهَا أَنَّ اللَّه هَيَّأَ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ مَنَازِل فِي دَار كَرَامَته لَا تَبْلُغهَا أَعْمَالهمْ , فَقَيَّضَ لَهُمْ أَسْبَاب الِابْتِلَاء وَالْمِحَن لِيَصِلُوا إِلَيْهَا . وَمِنْهَا أَنَّ الشَّهَادَة مِنْ أَعْلَى مَرَاتِب الْأَوْلِيَاء فَسَاقَهَا إِلَيْهِمْ . وَمِنْهَا أَنَّهُ أَرَادَ إِهْلَاك أَعْدَائِهِ فَقَيَّضَ لَهُمْ الْأَسْبَاب الَّتِي يَسْتَوْجِبُونَ بِهَا ذَلِكَ مِنْ كُفْرهمْ وَبَغْيهمْ وَطُغْيَانهمْ فِي أَذَى أَوْلِيَائِهِ , فَمَحَّصَ بِذَلِكَ ذُنُوب الْمُؤْمِنِينَ , وَمَحَقَ بِذَلِكَ الْكَافِرِينَ . ثُمَّ ذَكَر الْمُصَنِّف آيَات مِنْ آلِ عِمْرَانَ فِي هَذَا الْبَاب وَفِيمَا بَعْده كُلّهَا تَتَعَلَّق بِوَقْعَةِ أُحُد , وَقَدْ قَالَ اِبْن إِسْحَاق : أَنْزَلَ اللَّه فِي شَأْن أُحُد سِتِّينَ آيَة مِنْ آلِ عِمْرَانَ , وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَة قَالَ : قُلْت لِعَبْدِ الرَّحْمَن بْن عَوْف أَخْبِرْنِي عَنْ قِصَّتكُمْ يَوْم أُحُد , قَالَ . اِقْرَأْ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَان تَجِدهَا : ( وَإِذْ غَدَوْت مِنْ أَهْلك تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِد لِلْقِتَالِ – إِلَى قَوْله – أَمَنَة نُعَاسًا ) . قَوْله : ( وَقَوْل اللَّه تَعَالَى : وَإِذْ غَدَوْت مِنْ أَهْلِك تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاَللَّه سَمِيع عَلِيم ) وَقَوْله : غَدَوْت أَيْ خَرَجْت أَوَّلَ النَّهَارِ , وَالْعَامِل فِي إِذْ مُضْمَر تَقْدِيره وَاذْكُرْ إِذْ غَدَوْت , وَقَوْله تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ أَيْ تُنْزِلُهُمْ , وَأَصْلُهُ مِنْ الْمَآبِ وَهُوَ الْمَرْجِعُ , وَالْمَقَاعِد جَمْعُ مَقْعَد وَالْمُرَاد بِهِ مَكَان الْقُعُود . وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق سَعِيد عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : ” غَدَا نَبِيُّ اللَّه مِنْ أَهْله يَوْم أُحُدٍ يُبَوِّئ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِد لِلْقِتَالِ ” وَمِنْ طَرِيق مُجَاهِدٍ وَالسُّدِّيِّ وَغَيْرهمَا نَحْوه , وَمِنْ طَرِيق الْحَسَن أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْم الْأَحْزَاب وَوَهَّاهُ . قَوْله : ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الْأَصْل تَوْهَنُوا فَحُذِفَتْ الْوَاوُ , وَالْوَهَن الضَّعْف يُقَال وَهَنَ بِالْفَتْحِ يَهِن بِالْكَسْرِ فِي الْمُضَارِع , وَهَذَا هُوَ الْأَفْصَح , وَيُسْتَعْمَل وَهَنَ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا , قَالَ تَعَالَى : ( وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ) وَفِي الْحَدِيث ” وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِب ” وَالْأَعْلَوْنَ جَمْع أَعْلَى , وَقَوْله : إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ مَحْذُوف الْجَوَاب وَتَقْدِيره فَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا . وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق مُجَاهِد فِي قَوْله وَلَا تَهِنُوا أَيْ لَا تَضْعُفُوا , وَمِنْ طَرِيق الزُّهْرِيِّ قَالَ : ” كَثُرَ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَتْلُ وَالْجِرَاحُ حَتَّى خَلَصَ إِلَى كُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ نَصِيب , فَاشْتَدَّ حُزْنُهُمْ , فَعَزَّاهُمْ اللَّهُ أَحْسَن تَعْزِيَة ” وَمِنْ طَرِيق قَتَادَةَ نَحْوه قَالَ : ” فَعَزَّاهُمْ وَحَثَّهُمْ عَلَى قِتَال عَدُوِّهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنْ الْعَجْزِ ” وَمِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْحٍ قَالَ فِي قَوْله : ( وَلَا تَهِنُوا ) أَيْ لَا تَضْعُفُوا فِي أَمْر عَدُوِّكُمْ ( وَلَا تَحْزَنُوا ) فِي أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ قَالَ : وَالسَّبَب فِيهَا أَنَّهُمْ لَمَّا تَفَرَّقُوا ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الشِّعَب قَالُوا : مَا فَعَلَ فُلَان مَا فَعَلَ فُلَان ؟ فَنَعَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا , وَتَحَدَّثُوا بَيْنَهُمْ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ فَكَانُوا فِي هَمٍّ وَحُزْنٍ , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ عَلَا خَالِدُ بْن الْوَلِيد بِخَيْلِ الْمُشْرِكِينَ فَوْقَهُمْ , فَثَابَ نَفَرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ رُمَاةٌ فَصَعِدُوا فَرَمَوْا خَيْل الْمُشْرِكِينَ حَتَّى هَزَمَهُمْ اللَّه , وَعَلَا الْمُسْلِمُونَ الْجَبَل وَالْتَقَوْا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَقْبَلَ خَالِد بْن الْوَلِيد يُرِيد أَنْ يَعْلُوَ الْجَبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ لَا يَعْلُوَن عَلَيْنَا , فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى : ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ) . قَوْله : ( وَقَوْله تَعَالَى : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ ) تَسْتَأْصِلُونَهُمْ قَتْلًا ( بِإِذْنِهِ ) الْآيَة إِلَى قَوْله ( وَاَللَّه ذُو فَضْل عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) ) أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق السُّدِّيِّ وَغَيْره أَنَّ الْمُرَاد بِالْوَعْدِ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرُّمَاةِ ” إِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِكُمْ حَتَّى آمُرَكُمْ ” وَقَدْ ذَكَرَ الْمُصَنِّف قِصَّة الرُّمَاة فِي هَذَا الْبَاب , وَسَأَذْكُرُ شَرْحهَا إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . وَمِنْ طَرِيق قَتَادَةَ وَمُجَاهِد فِي قَوْله : ( إِذْ تَحُسُّونَهُمْ ) أَيْ تَقْتُلُونَهُمْ , وَقَوْل الْمُصَنِّف فِي تَفْسِير ( تَحُسُّونَهُمْ ) تَسْتَأْصِلُونَهُمْ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ , وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق السُّدِّيِّ قَالَ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرُّمَاةِ ” إِنَّا لَنْ نَزَالَ غَالِبِينَ مَا ثَبَتُّمْ مَكَانَكُمْ ” وَكَانَ أَوَّل مَنْ بَرَزَ طَلْحَةُ بْنُ عُثْمَانَ فَقُتِلَ , ثُمَّ حَمَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَهَزَمُوهُمْ , وَحَمَلَ خَالِد بْن الْوَلِيد وَكَانَ فِي خَيْل الْمُشْرِكِينَ عَلَى الرُّمَاة فَرَمَوْهُ بِالنَّبْلِ فَانْقَمَعَ , ثُمَّ تَرَكَ الرُّمَاة مَكَانهمْ وَدَخَلُوا الْعَسْكَر فِي طَلَبِ الْغَنِيمَةِ , فَصَاحَ خَالِد فِي خَيْله فَقَتَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ الرُّمَاة , مِنْهُمْ أَمِيرهمْ عَبْد اللَّه بْن جُبَيْر . وَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ خَيْلهمْ ظَاهِرَة تَرَاجَعُوا فَشَدُّوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَهَزَمُوهُمْ وَأَثْخَنُوا فِيهِمْ فِي الْقَتْل . وَقَوْله : ( حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ ) أَيْ جَبُنْتُمْ ( وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ) أَيْ اِخْتَلَفْتُمْ , وَحَتَّى حَرْف جَرّ وَهِيَ مُتَعَلِّقَة بِمَحْذُوفِ أَيْ دَامَ لَكُمْ ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ فَشَلِكُمْ , وَيَجُوز أَنْ تَكُون اِبْتِدَائِيَّة دَاخِلَة عَلَى الْجُمْلَة الشَّرْطِيَّة وَجَوَابهَا مَحْذُوف , وَقَوْله : ( ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ ) فِيهِ إِشَارَة إِلَى رُجُوع الْمُسْلِمِينَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ بَعْد أَنْ ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ لِمَا وَقَعَ مِنْ الرُّمَاةِ مِنْ الرَّغْبَة فِي الْغَنِيمَة , وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ – ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيد الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيد الْآخِرَة ) قَالَ السُّدِّيُّ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود ” مَا كُنْت أَرَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة يَوْمَ أُحُدٍ : مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيد الْآخِرَةِ ” . وَقَوْله : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ) الْآيَة أَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقٍ مَسْرُوقٍ قَالَ : ” سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنْ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ قَالَ : أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْهَا فَقِيلَ لَنَا : إِنَّهُ لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ , تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ , وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا ” الْحَدِيث . ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّف تِلْوَ هَذِهِ الْآيَاتِ أَحَادِيثَ كَالْمُفَسِّرَةِ لِلْآيَاتِ الْمَذْكُورَةِ .(فتح الباري)
الإصابة في تمييز الصحابة – (6 / 123)
– مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري أحد السابقين إلى الإسلام يكنى أبا عبد الله قال أبو عمر أسلم قديما والنبي صلى الله عليه و سلم في دار الأرقم وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه فعلمه عثمان بن طلحة فأعلم أهله فأوثقوه فلم يزل محبوسا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا ثم شهد أحدا ومعه اللواء فاستشهد وذكر محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن بن أبي وقاص قال كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده حلة مع أبويه وأخرج الترمذي بسند فيه ضعف عن علي قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير فبكى للذي كان فيه من النعمة ولما صار إليه وفي الصحيح عن حبان أن مصعبا لم يترك إلا ثوبا فكان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه وإذا غطوا رجليه خرج رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اجعلوا على رجله شيئا من الإذخر وقال بن إسحاق في المغازي عن يزيد بن أبي حبيب لما انصرف الناس عن القعبة بعث النبي صلى الله عليه و سلم معهم مصعب بن عمير يفقههم وكان مصعب هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى ثم رجع إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة وفي صحيح البخاري عن البراء أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم الحديث وزاد أبو داود من هذا الوجه الهجرة الأولى