سيرة أيوب عليه السلام

பயான் குறிப்புகள்: அரபி குறிப்புகள் - 1

سيرة أيوب عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام، ففي خطابه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مثبتاً له أنه أوحى إليه كما أوحى إلى مجموعة من الرسل ومنهم أيوب، قال الله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163].

* نسب أيوب:
من المحقَّق أنه من ذرية إبراهيم عليه السلام، لقوله تعالى في معرض الحديث عن إبراهيم: “ومن ذريته داودَ وسليمانَ وأيوبَ ويوسفَ وموسى وهارون”.(48 الأنعام/6).
وقد حصل اختلاف في تفصيل نسبه، وقال أبو البقاء في كلياته: “لم يصح في نسبه شيء”.
وأقرب ما قيل في نسبه – على ما نظن – هو ما يلي:
فهو أيوب (عليه السلام) بن أموص بن زارح بن رعوئيل بن عيسّو “وهو العيص” ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل (عليهما السلام).

* حياة أيوب عليه السلام في فقرات:
(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:
1- كان أيوب عبداً صالحاً، صاحب غنىً كبير، وأهل وبنين.
قالوا: وكان يملك “البثينة” جميعها، وهي من أعمال دمشق. فقد ابتلاه الله بالرخاء، فآتاه المال والغنى والصحة، وكثرة الأهل والولد، فكان عبداً تقياً، ذاكراً لأنعم الله عليه.
جاء في تفسير المنار: أن أيوب عليه السلام كان أميراً غنياً، عظيماً محسناً.
2- ثم ابتلاه الله بسلب النعمة، ففقد المال والأهل والولد، ونشبت به الأمراض المضنية المضجرة، فصبر على البلاء، وحمد الله وأثنى عليه، وما زال على حاله من التقوى والعبادة والرضا عن ربه.
3- فكان في حالتي الرخاء والبلاء مثالاً رائعاً لعباد الله الصالحين، في إرضاء الرحمن وإرغام أنف الشيطان.
4- قالوا: وكانت له امرأة مؤمنة اسمها (رحمة) من أحفاد يوسف عليه السلام، وقد رافقت هذه المرأة حياة نعمته وصحته، وزمن بؤسه وبلائه، فكانت في الحالين مع زوجها شاكرة فصابرة.
5- ثم إن الشيطان حاول أن يدخل على أيوب مباشرة في زمن بلائه فلم يؤثّر به، ثم حاول أن يدخل إليه عن طريق امرأته، فوسوس لها، فجاءت إلى أيوب وفي نفسها اليأس والضجر مما أصابه، وأرادت أن تحرك قلبه ببعض ما فيه نفسها، فغضب أيوب وقال لها: كم لبثتُ في الرخاء؟ قالت: ثمانين، قال: كم لبثتُ في البلاء؟ قالت: سبع سنين، قال: أما أستحيي أن أطلب من الله رفع بلائي وما قضيتُ فيه مدة رخائي!!
ثم قال: والله لئن برئت لأضربنك مائة سوط، وحرّم على نفسه أن تخدمه بعد ذلك.
6- أصبح أيوب بعد ذلك وحيداً يعاني بلاءه ويقاسي شدته صابراً محتسباً، ولما بلغ ذروة الابتلاء: {نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: 41]، ونادى ربّه: {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}.
فقال الله له: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42].
اركض برجلك: أي: اضرب الأرض برجلك، وادفع برجلك مكانا ما في الأرض.
فركض برجله، فلما تفجر له الماء شرب واغتسل، فشفاه الله وعاد أكمل ما كان صحة وقوة.
7- جاءت إليه امرأته، فشهدت ما منَّ الله به عليه من العافية، ففرحت به وأقبلت عليه، وأراد أيوب أن يبرَّ بيمينه فيها ويضربها مائة سوط، فأوحى الله إليه أن يأخذ ضِغْثاً ويضرب امرأته به، ويكون ذلك قد تحلل من يمينه التي حلفها. وهذه من الحيل الشرعية للبرّ باليمين.
8- ولما اجتاز أيوب بنجاح باهر دور الابتلاء – في حالتي الرخاء والبلاء – اصطفاه الله واجتباه فجعله رسولاً.
9- وردَّ الله إليه ما كان فيه من النعمة، ووهب له أهله ومِثلَهم معهم برحمته.
قالوا: وقد ولد له (26) ولداً ذكراً، وكان من أولاده (بِشر) اصطفاه الله وجعله رسولاً، وسماه (ذا الكفل).
10- ويغلب على الظن أن مقام أيوب عليه السلام كان بالشام (في دمشق أو حواليها)، وأن الله أرسله إلى أمة الروم، ولذلك يذكر بعض المؤرخين أنه من أمة الروم.
11- قالوا: وقد عاش أيوب (93) سنة.
(ب) وقد عرض القرآن الكريم إلى جوانب يسيرة من حياة أيوب عليه السلام، وهي الأمور التالية:
1- إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى إليه.
2- إشارة إلى قصة بلائه وما مسَّه من الضر، ثم كشف الضر عنه بمغتسل بارد وشراب، ثم هبة الله له أهله ومثلهم معهم.
3- إشارة إلى يمينه التي حلفها، والطريقة التي علمه الله أن يبرَّ فيها بيمينه.
قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 84].
وقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 41-44].
قال الله تبارك وتعالى:‏
وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب (44) {سورة يوسف}‏
نسبه عليه السلام
قيل هو أيوب بن موص بن رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وقيل غير ذلك في ‏نسبه، الا أن الثابت أنه من
ذرية إبراهيم الخليل عليه السلام.وحُكي أن أمه بنت نبي الله لوط عليه السلام. وأما زوجته فقيل: إن اسمها رحمة بنت يوسف ‏بن يعقوب،
وقيل غير ذلك. وكان عليه الصلاة والسلام عبدًا تقيًا شاكرًا لأنعم الله رحيمًا بالمساكين، يُطعم الفقراء ويعين ‏الأرامل ويكفل الأيتام، ويكرم الضيف،
ويؤدي حق الله عليه على أكمل وجه.‏
إبتلاء الله لأيوب عليه السلام ‏
يقول الله تبارك وتعالى:‏ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب (41) {سورة ص}‏
كان أيوب كثير المال ءاتاه الله الغنى والصحة والمال وكثرة الأولاد، وابتلاء بالنعمة والرخاء ولم ‏تفتنه زينة الحياة الدنيا ولم تخدعه ولم تشغله
عن طاعة الله، وكان عليه السلام يملك ‏الأراضي المتسعة من أرض حوران، ثم ابتلاه الله بعد ذلك بالضر الشديد في جسده وماله ‏وولده فقد ذهب
ماله ومات أولاده جميعهم، فصبر على ذلك صبرا جميلا ولم ينقطع عن عبادة ‏ربه وشكره، وفوق هذا البلاء الذي ابتلي به في أمواله وأولاده،
ابتلاه الله بأنواع من الأمراض ‏الجسيمة في بدنه حتى قيل: إنه لم يبقى من جسده سليمًا إلا قلبه ولسانه يذكر الله ‏عزوجل بهما، وهو في كل هذا
البلاء صابر محتسب يرجو ثواب الله في الآخرة، ذاكرًا لمولاه ‏في جميع أحواله في ليله ونهاره وصباحه ومسائه.‏
وطال مرضه عليه الصلاة والسلام ولزمه ثماني عشرة سنة وكانت زوجته لا تفارقه صباحًا ‏ولا مساء إلا بسبب خدمة الناس بالأجرة لتطعمه وتقوم بحاجاته،
وكانت تحنو عليه وترعى له ‏حقه وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها وحسن معاشرته لها في حالة السراء، لذلك ‏كانت تتردد إليه فتصلح من شأنه وتعينه
على قضاء حاجته ونوائب الدهر، وكانت تخدم الناس ‏لتطعمه الطعام وهي صابرة محتسبة ترجو الثواب من الله تبارك وتعالى.‏
دعاء أيوب لله تعالى ‏
كثرت البلايا والأمراض على نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام طيلة ثماني عشرة سنة، ‏وهو صابر محتسب يرجو الثواب من الله تعالى، فدعا الله
وابتهل إليه بخشوع وتضرع قائلا:‏ وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83) {سورة الأنبياء}‏

‏ ثم خرج عليه السلام لقضاء حاجته وأمسكت زوجته بيده إلى مكان بعيد عن أعين الناس ‏لقضاء حاجته فلما فرغ عليه السلام أوحى الله تبارك وتعالى
إليه في مكانه:‏ أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (42) {سورة ص}‏
فأمره الله تعالىأن يضرب برجله الأرض، فامتثل عليه السلام ما أمره الله به وأنبع الله تبارك ‏وتعالى له بمشيئته وقدرته عينين فشرب من إحداهما
واغتسل من العين الأخرى فأذهب ‏الله عنه ما كان يجده من المرض وتكاملت العافية وأبدله بعد ذلك صحة ظاهرة وباطنة، ولما ‏استبطأته زوجته وطال
انتظارها، أقبل نبي الله أيوب عليه السلام إليها سليمًا صحيحًا على ‏أحسن ما كان فلما رأته لم تعرفه فقالت له: بارك الله فيك هل رأيت نبي الله أيوب هذا
‏المبتلى؟ فوالله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحًا، فقال لها عليه الصلاة ‏والسلام: فإني أنا هو.‏
وكان لنبي الله أيوب عليه السلام بيدران بيدر للقمح وبيدر للشعير فبعث الله تبارك وتعالى ‏بقدرته سحابتين، فلما كانت إحداهما على بيدر القمح أفرغت فيه
الذهب حتى فاض، ‏وأفرغت السحابة الأخرى على بيدر الشعير الفضة حتى فاض وعم، وبينما كان أيوب عليه ‏السلام يغتسل خرّ عليه وسقط جراد من ذهب
وهذا إكرام من الله تعالى لنبيه أيوب عليه ‏السلام ومعجزة له، فشرع عليه السلام يحثي ويجمع في الثوب الذي كان معه استكثارًا من ‏البركة والخير الذي
رزقه الله إياه، فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى، فقال عليه ‏الصلاة والسلام: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك، رواه البخاري وأحمد
من حديث أبي ‏هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، ورواه أحمد في مسنده موقوفًا، ورواه بنحوه ابن أبي حاتم ‏وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه بإسناد على شرط الصحيح.‏
وأغنى الله تبارك وتعالى عبده أيوب بالمال الكثير بعد أن كان قد فقد أمواله، ورد الله تبارك ‏وتعالى لأيوب عليه السلام أولاده فقد قيل: أحياهم الله تبارك وتعالى
له بأعيانهم، وزاده ‏مثلهم معهم فضلا منه وكرمًا، والله يؤتي فضله من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب.‏
يقول الله تبارك وتعالى:‏
وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83) فإستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ‏وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين (84) {سورة الأنبياء} ‏
أيوب يبر بيمينه ولا يحنث ‏ضاق الحال بزوجة أيوب عليه السلام ذات يوم فباعت نصف شعرها لبعض بنات الملوك ‏فصنعت له من ثمنه طعامًا فحلف
أيوب عليه الصلاة والسلام أن شفاه الله تعالى ليضربنها ‏مائة جلدة، ولما أراد أيوب عليه الصلاة والسلام أن يبر بيمينه بعد شفائه أمره الله أن يأخذ ‏ضغثًا وهو
الحزمة من الحشيش أو الريحان أو ما أشبه ذلك فيه مائة قضيب فيضرب بها ‏زوجته ضربة واحدة وبذلك لا يحنث في يمينه، ولقد شرع الله تعالى له ذلك رحمة
بها ‏ولحسن خدمتها إياه وشفقتها عليه أثناء مرضه ومصائبه التي ابتلي بها طوال الثماني ‏عشرة سنة التي ابتلاه الله بها، ولأنها كانت امرأة مؤمنة صالحة تقية صابرة
تؤدي حق زوجها ‏عليها وتحسن معاشرته في السراء والضراء، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله تعالى ‏وأناب إليه وخافه.‏
موت أيوب عليه السلام
لقب نبي الله أيوب عليه السلام بالصديق وضرب به المثل في الصبر بسبب صبره الجميل ‏طيلة الثماني عشرة سنة على المصائب والبلايا، وعاش أيوب
عليه الصلاة والسلام بعد رفع ‏الضر والمصائب عنه مسارعًا في طاعة الله لا تغره الحياة الدنيا وزهرتها يؤدي ما فرض الله ‏عليه ويدعو إلى دين الإسلام
وعبادة الله وحده لا شريك له ويستعمل ما رزقه الله من أموال ‏كثيرة في طاعة الله، إلى أن توفاه الله وهو عنه راض.‏
وقيل إنه لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة، وقيل أكثر من ذلك.‏
عصمة أيوب من الأمراض المنفرة ‏
اعلم رحمك الله بتوفيقه أن علماء العقيدة قد قرروا أن أنبياء الله ورسله هم صفوة خلق الله، ‏فيجب للأنبياء الصدق ويستحيل عليهم الكذب،
ويجب لهم الفطانة(الذكاء)ويستحيل عليهم ‏البلادة والغباوة، ويجب لهم الصيانة فيستحيل عليهم الرذيلة والسفاهة والجبن، ويجب لهم ‏الأمانة
ويستحيل عليهم الخيانة، فالأنبياء سالمون من الكفر وكبائر الذنوب وصغائر الخسة ‏كسرقة حبة عنب، وكذلك يستحيل عليهم الأمراض المنفرة
التي تنفر الناس عنهم، وهذا من ‏العصمة الواجبة لهم

أيوب عليه السلام
نبذة:

من سلالة سيدنا إبراهيم كان من النبيين الموحى إليهم، كان أيوب ذا مال وأولاد كثيرين ولكن الله ابتلاه في هذا كله فزال عنه، وابتلي في جسده بأنواع البلاء واستمر مرضه 13 أو 18 عاما اعتزله فيها الناس إلا امرأته صبرت وعملت لكي توفر قوت يومهما حتى عافاه الله من مرضه وأخلفه في كل ما ابتلي فيه، ولذلك يضرب المثل بأيوب في صبره وفي بلائه، روي أن الله يحتج يوم القيامة بأيوب عليه السلام على أهل البلاء.

المسيرة

سيرته:

ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم. فكلما ابتلي إنسانا ابتلاء عظيما أوصوه بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام.. وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) والأوبة هي العودة إلى الله تعالى.. وقد كان أيوب دائم العودة إلى الله بالذكر والشكر والصبر. وكان صبره سبب نجاته وسر ثناء الله عليه. والقرآن يسكت عن نوع مرضه فلا يحدده.. وقد نسجت الأساطير عديدا من الحكايات حول مرضه..

مرض أيوب

كثرت الروايات والأساطير التي نسجت حول مرض أيوب، ودخلت الإسرائيليات في كثير من هذه الروايات. ونذكر هنا أشهرها:

أن أيوب عليه السلام كان ذا مال وولد كثير، ففقد ماله وولده، وابتلي في جسده، فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة, فرفضه القريب والبعيد إلا زوجته ورجلين من إخوانه. وكانت زوجته تخدم الناس بالأجر، لتحضر لأيوب الطعام. ثم إن الناس توقفوا عن استخدامها، لعلمهم أنها امرأة أيوب، خوفاً أن ينالهم من بلائه، أو تعديهم بمخالطته. فلما لم تجد أحداً يستخدمها باعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره، فقالت: خدمت به أناساً، فلما كان الغد لم تجد أحداً، فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقاً، قال في دعائه: (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين). وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى.

وقيل أن امرأة أيوب أخبرته أنها لقيت طبيبا في الطريق عرض أن يداوي أيوب إذا رضي أن يقول أنت شفيتي بعد علاجه، فعرف أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس، فغضب وحلف أن يضربها مئة ضربة.

أما ما كان من أمر صاحبي أيوب، فقد كانا يغدوان إليه ويروحان, فقال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء, فذكره الآخر لأيوب, فحزن ودعا الله. ثم خرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه, فأوحى الله إليه أن اركض برجلك, فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا, فجاءت امرأته فلم تعرفه, فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو, وكان له أندران: أحدهما: للقمح والآخر: للشعير, فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض, وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض.

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله لعيه وسلم قال: “بينما ‏‏أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا ‏‏ أيوب ‏ ‏ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك” (رجل جراد ‏أي جماعة جراد).

فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ (عود دقيق) فيضربها ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر في قسمه. ثم جزى الله -عز وجل- أيوب -عليه السلام- على صبره بأن آتاه أهله (فقيل: أحيى الله أبناءه. وقيل: آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم، وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة) وذكر بعض العلماء أن الله رد على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا.

هذه أشهر رواية عن فتنة أيوب وصبره.. ولم يذكر فيها أي شيء عن تساقط لحمه، وأنه لم يبقى منه إلا العظم والعصب. فإننا نستبعد أن يكون مرضه منفرا أو مشوها كما تقول أساطير القدماء.. نستبعد ذلك لتنافيه مع منصب النبوة..

ويجدر التنبيه بأن دعاء أيوب ربه (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ). قد يكون القصد منه شكوى أيوب -عليه السلام- لربه جرأة الشيطان عليه وتصوره أنه يستطيع أن يغويه. ولا يعتقد أيوب أن ما به من مرض قد جاء بسبب الشيطان. هذا هو الفهم الذي يليق بعصمة الأنبياء وكمالهم.

وروى الطبري أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة فعلى هذا فيكون عاش بعد أن عوفي عشر سنين , والله أعلم. وأنه أوصى إلى ولده حومل، وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل فالله أعلم.
قصة أيوب عليه السلام
بعيدا عن السياسة وهمومها

أدوات الموضوع
(#1)

القائد في الظل
عضو جديد المشاركات: 25
تاريخ التسجيل: Nov 2008

قصة أيوب عليه السلام – 11-04-2008, 12:22 AM
________________________________________
سيرة أيوب :

عاش في أرض عوص رجل اسمه أيوب , كان صالحا كاملاً يتقي الله ويحيد عن الشر , أنجب سبعة أبناء وثلاث بنات , وبلغت مواشيه سبعة آلاف من الغنم وثلاثة آلاف من الجمل , وخمسمئة زوج من البقر , أمّا خدمه فكانو كثرين جدّاً وكان هذا الرجل أعظم أبناء المشرق ..

كان ينهض مبكرا في الصباح ويقرب محرقات على عدد أبنائه قائلا :” لئلا يكون أبنائي قد أخطأوا في قلوبهم وجدفوا على الله ” هذا ما واضب عليه أيوب دائما .
الإذن للشيطان بتجربة أيوب:

وحدث ذات يوم أن مثل بنو الله أمام الرب , فأندس الشيطان في وسطهم فسأل الرب الشيطان : من أين جئت ؟ فأجاب الشيطان : من الطواف في الأرض والتجول فيها .

فقال الرب للشيطان : هل راقبت عبدي أيوب فإنه لا نظير له في الأرض فهو رجل كامل صالح يتقي الله ويحيد عن الشر ”

فأجاب الشيطان : أمجّاناً يتّقي أيوب الرّب ؟ ألم تٌسيّج حوله وحول كل مايملك , لقد باركت كل مايقوم به من أعمال , فملأت مواشيه الأرض , ولكن حالما تمد يدك وتمس جميع ما يملك فإنه في وجهك يجدف عليك ”

فقال الرب للشيطان : ” ها أنا أسلّمك كل ما يملك , انما لا تمد يدك اليه لتؤذيه ”
هلاك أبناء أيوب ودمار ممتلكاته:

وذات يوم فيما كان أبناء أيوب وبناته يأكلون ويشربون خمراً في بيت أخيهم الأكبر , أقبل رسول اللى أيوب وقال :” بينما كانت البقر تحرث والأتن ترعى الى جوارها هاجمنا غزاة السبئيين وأخذوها وقتلوا الغلمان بحد السيف … وفيما هو يتكلم أقبل آخر قائلاً لقد نزلت صاعقة من السماء أحرقت الغنم والغلمان والتهمتهم …. وبينما هذا يتكلم أقبل ثالث وقال : لقد غزانا ثلاث فرق من الكلدانيين واستولوا على الجمال وقتلوا الغلمان بحد السيف وأفلت أنا وحدي لأخبرك …. لايزال يتكلم جاء رجل رابع وقال : بينما كان أبنائك وبناتك يأكلون ويشربون خمراً في بيت أخيهم الأكبر هبّت ريح شديدة من الصحراء فاجتاحت أركان البيت الأربعة , فانهار الغلمان وماتوا جميعا .. وأفلت أنا وحدي لأخبرك ..فقام أيوب ومزّق جبّته وأكبّ على الأرض ساجدا وقال : عرياناً خرجت من بطن أمي وعريانا أعود الى هناك , الرّب أعطى والرّب أخذ , فليكن اسم الرّب مباركا ” في هذا كله لم يخطيء أيوب في حق الله ولم يعز له حماقة .

تجربة أيوب الثانية :

ثم مثل بنوا الله أمام الرب مرة ثانية واندسّ الشيطان أيضا في وسطهم فسأل الرب الشيطان ” هل راقبت عبدي أيوب فإنه لانظير له في الأرض ….. وحتى الآن لايزال معتصماً بكماله مع أنك أثرتني عليه لأهلكه من غير داع .

فأجاب الشيطان : ” جلد بجلد فالانسان يبذل كل مايملك فداء نفسه , ولكن حالما تمد يدك اليه وتمس عظمه ولحمه فإنه في وجهك يجدّف عليك .

فقال الرب للشيطان : ها أنا أسلمه اليك ولكن احفظ نفسه .
أيوب يصاب بالقروح :

ابتلى أيوب بقروح انتشرت في بدنه كله من قمّة الرأس الى أخمص القدم , فجلس أيوب وسط الرّماد وتناول شقفة يحك بها قروحه فقالت له زوجته : أمازلت معتصما بكمالك ؟ … فقال: أنقبل الخير من عند الله والشّر لانقبله ؟!

في كل هذا لم ترتكب شفتاه أيوّب خطأ في حق الله.
أصدقاء أيوب:

وعندما علم أصحاب أيوب الثلاثة بما لحق به من شر , توافدوا اليه من مقر اقامتهم وهم أليفاز التيماني , وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي , بعد أن تواعدوا على الاجتماع عنده للرثاء له ولتعزيته ….. واذ رأوه لم يعرفوه لفرط ما حل به .. مكثوا جالسين معه على الأرض سبعة أيّام وسبعة ليال .. لم يكلمه فيها أحد بكلمة لشدة ما كان فيه من كآبة .
صرخات أيوب المعذبة :

لمَ يوهب الشّقي نوراً وذوو النقوس المرّة حياة ؟ الذين يتوقون الى الموت فلا يقبل وينقبون عن الكنوز الخفية الذين ينتشون غبطة ويستبشرون حين يعثرون على ضريح ! بل لماذا يوهب نور وحياة لرجل ضلّت به طريقه وسدّ الله حوله ؟ استبدلت طعامي بالأنين , وزفرتي تنسكب كالمياه , لأنه قد غشيني ما كنت أخشاه وداهمني ما كنت أرتعب منه فلا طمأنينة لي ولا قرار ولا راحة بعد أن اجتاحتني الكروب

.
أيوب يطالب بإثبات ارتكاب الخطيئة :

علموني فأسكت , وأفهموني ما ضللت فيه , ما أشد قول وقع الحق , ولكن على ماذا يبرهن توقيعكم , أتيغون مقارعة كلامي بالحجة , وكلمات البائس تذهب أدراج الريح , أنتم تلقون القرعة حتى على اليتيم , وتساومون على الصديق , والآن تلطفوا بالنظر الي لأنني لن أكذب عليكم , ….. أفي لسلني ظلم أم مذاقي لا يميّز ما هو فاسد .؟
أيوب لا يرى رجاء

أليست حياة الانسان جهاداً شاقّاً على الأرض وأيامه كأيّام الأجير ؟ فكما يتشوّق العبد الى الظل والأجير يرتقب أجرته .. هكذا كتبت علي أشهر سوء وليالي شقاء قدّرت لي , إذا رقدت أتسائل متى أقوم ؟ ولكن الليل طويل وأشبع قلقاً الى الصباح , اكتسى لحمي بالدود وحمأة التراب وجلدي تشقق وتقرّح أيّامي أسرع من وشيعة النّسّاجين تتلاشى من غير رجاء .
صلاة أيوب .

فاذكر يالله أن حياتي ليست سوى نسمة وأن عيني لن تعودا تريان الخير إنّ عين من يراني الآن لن تُبصِرني فيما بعد وعندما تلتفت عيناك الي لا تجدني بعد كما يضمحل السحاب ويزول , هكذا المنحدر الى الهاوية لا يصعد , لا يرجع بعد الى منزله ومكانه لا يعرفه بعد , لذلك لن ألجم فمي , وسأتكلّم من عمق عذاب روحي , وأشكو في مرارة نفسي أَبَحْرٌ أنا أم تنّين حتّى أقمت على حارِساً .؟ إن قلت إن فراشي يُعزّيني ومرقَدي يُزيل كُرْبَتي فأنت تُرَوّعني بالأحلام وتُرْهِبني بالرؤى , لذلك فضّلت الإختناق والموت على جسدي هذا .كَرِهْت حياتي فلن أحيا الى الأبد , فكُفّ عنّي لأن أيّامي نفخة من هو الإنسان حتّى تعتبره وتعيره كل اهتمام ؟ تفتقده في كل صباح وتمتحنه في كل لحظة ؟ حتّى متى لا تُحَوّل وجهك عنّي وتكُف ريثما أبلع ريقي ؟! إن أخطأت فماذا أفعل لك يا رقيب الناس ؟! لماذا جعلتني هدفاً لك ؟! لماذا جعلتني حملاً على نفسي ؟! لماذا لا تصفح عن إثمي وتزيل ذنبي ؟ لأنني الآن أرقد في التُّراب وعندما تبحث عنّي أكون قد فنيت .
بلدد يتّهم أيوب بالرّياء

فأجاب بلدد الشوحي , الى متى تظل تلغوا بهذه الأقوال فتخرج من فمك كروح شديدة ؟ أيحرّف الله القضاء أم يعكس القدير ماهو حق ؟! إن كان أبناؤك أخطأوا فقد أوقع بهم جزاء معاصيهم , فإن أسرعت وطلبت وجه الله وتضرّعت الى القدير وإن كنت نقيّاً صالحاً فإنه حتماً يلتفت اليك ويكافئك بمسكن بر .. وإن تكن أولاك متواضعة فإن آخرتك تكون عظيمة جداّ………….

… إن الله لاينبذ الانسان الكامل لايمد يد العون لفاعلي الشّر , يملأ فمك ضحكاً وشفتيك هتافاً عندئذ يرتدي مبغظوك الخزي وبيت الأشرار ينهار .

أيوب يدافع عن عدالة الله .

فقال أيوب : قد عَلِمت يقيناً أن الأمر كذلك , ولكن كيف يتبرّر الإنسان أمام الله ؟ إن شاء المرء أن يتحاجّ معه , فإنّه يعجز عن الإجابة عم واحد من ألْف , هو حكيم القلب وعظيم القوة . فمن تصلّب أمامه وسلِم ؟ هو الذي يُزحزح الجبال , فلاتدري حين يقلبها في غضبه . هو الذي يزعزع الأرض من مستقرها فتتنزّل أعمدتها هو الذي يُصدر أمر الى الشمس فلاتُشرِق ويختم على النجوم يبسط وحده السماوات ويمشي على أعالي البحر هو الذي صنع النعش والجبّار والثُّريا ومَخادع الجنوب صانع عظائم لا تستقصى وعجائب لاتٌحصى .. الله يِمُر بي فلا أراه ويجتازفلا أشعر به إذا خَطَف من يِرُدّهأو يقول له ماذا تفعل ؟
أيوب يحتج على الله .

أيامي أسرع من عدّاء , تفِر من غير أن تُصيب خيراً , تمُر كسُفُن البردي وكنِسْر ينقَضُّ على صيده , إن قُلْت أنسى ضيقَتي وأطلق أساريري , وأبتسم وأبدي بشراً , فإني أظل أخشى أوجاعي , عالماً أنك لن تُبرّئني , أنا مُستذنَب , فلماذا أجاهد عبثاً ؟ وحتى لو اغتسلت بالثلج ونظفت يدي بالإشنان , فإنك تطرحني في مستنقع نتِن حتى تكرهني ثيابي لأنه ليس إنساناً مثلي فأجاوبه ونمثُل معاً للمحاكمة , وليس من حَكَم بيننا يضع يده على كِلينا , لِيَكُف عني عصاه فلا يُروّعني رُعبه , عندئذ أتكلّم من غير أن أخشاه لأن نفسي بريئة مما أتّهم به .

أيوب يعترف بأن الله هو الخالق .

قد كَرِهت حياتي , لِهذا أطلق العنان لشكواي , وأتحدّث عن أشجاني في مرارة نفسي , قائلاً لله : لا تستَذْنِبني , فهّمني لماذا تُخاصمني ؟! أيحلوا لك أن تجور وتنبذ عمل يدك وتُحبِّذ مشورة الأشرار ؟ ألكَ عَيْنا بَشَرْ أم كنظر الإنسان تنظر ؟! هل أيامك مثل أيام الإنسان ؟ أم سنوك في قِصر سِني البشر ؟! حتى تبحث عن إثمي وتُنقّب عن خطاياي ؟ فأنت عالم إني لستُ مذنباً , وأنه لا منقِذ من يَدِك .

قد كوّنتني يداك وَصَنَعَتاني بجملتي , والآن التفتَّ الي لتَسْحَقَني !! أذكر أنك جبلتني من طين أترجعني بعد الى التراب ؟ ألم تصُبّني كاللبن وتخثّرني كالجبن ؟كسوتني جلداً ولحماً . فنسجتني بعظام وعَصَب . منحتني حياة ورحمة وحَفِظَت عنايتك روحي كَتَمْت هذه الأمور في قلبك إلاّ اني علمت هذا قصدك .
أيوب يحتج مرّة أخرى على الله .

إن أخطأت فأنت تراقبني ولا تبرئني من إثمي , إن أذنبت فويل لي وإن كُنت باراَّ لا أرفع رأسي لأنني ممتليء هواناًوناظر مذلّتي وإن شمخت برأسي تقتنصني كالأسد ثم تعود فتصول علي تُجدّد شُهودُك ضدّي , وتُضرِم غَضَبَك علي وتُؤلب جيوشاً تتَناوب ضدّي .

لماذا أخرجتني من الرّحِم ؟ ألم يكن خيراً لو أسلمتُ الرّوح ولم تَرَني عَيْن ؟ فأكون كأنّي لم أكن فأنقل من الرّحم الى القبر . أليست أيامي قليلة ؟ فكفّ عنّي لعلّي أتمتّع ببعض البهجة قبل أن أمضي الى حيث لا أعود ال أرض الظلمة وظِل الموت , الى أرض الظلمة المتكاثفة والفوضى , حيث الإشراق فيها كالليل البهيم .

صوفر يتّهم أيوب بالذنب

فأجاب صوفر النعماتي هل يترك هذا الكلام المفرط من غير جواب ؟ أم يتبرّأ الرجل المهذار ؟ … اذ تدّعي قائلاً مذهبي صالح وأنا بار في عيني الرب .. ولكن ليت الله يتكلّم ليرد عليك … ويكشف لك أسرار حكمته , فللحكمة الصالحة وجهان , فتدرك أن الله عاقبك على اثمك بأقل ما تستحق.

أيوب يستنكر اتهامات صوفر
فقال أيوب: صحيح إنكم شعب تموت معكم الحكمة إلاّ اني ذو فهم مثلكم ! ولست دونكم معرفة ومن هو غير ملم بهذه الأمور ؟! لقد أصبحت مثار هزء لأصدقائي , أنا الذي دعا الله فاستجاب لي , أنا الرجل البار الكامل قد أصبحت مثار سخرية ! يضمر المطمئن شراّ للبائس الذي تزل به القدم بينما يسود السلام على اللصوص , وتهيمن الطمأنينة على الذين يعبدون أصناماً يحملونها على أيديهم .

أيوب يصف قوّة الله

ولكن اسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك , أو خاطب الأرض فتعرفك وسَمَك البحر فينبئك , أي منها لا يعلم أن يد الرب قد صنعت هذا ؟ ففي يده نفس كل حي وروح كل بشر , أليست الأذن تمتحن الكلام كما يتذوّق اللسان الطعام ؟ الحكمة تلازم الشيخوخة ةفي طول الأيام فَهم .
أيوب يدّعي أن غضب الله عليه

إن تكلّمت لا تمحي كآبتي , وإن صمتُّ فماذا يخفف عني الصمت عنّي ؟ إن الله مزّقني حقًّا وأهلك كل قومي , لقد كبّلتني فصار ذلك شاهداً علي وقام هُزالي ليشهد ضدّي , مزّقني غضبه واضطهدني , حرَّق علي أسنانه طعنني عدُوي بنظراته الحادة , فَغَرَ الناس أفواههم علي , لَطَموني تعييراً على خدّي وتضافروا علي جميعاً , أسلمني الله الى الظّالم وطرحني في يد الأشرار , كنت مطمئناً مستقراً فزعزعني الرّب وقبض علي من عنقي وحطّمني ونصبني له هدفاً حاصرني رُماته وشقَّ كُليتي من غير رحمة , أهرق مرارتي على الأرض , اقتحمني مرَّة تلو مرة , وهاجمني كجبّار , خِطتُ مسحاً على جلدي . ومرَّغت عِزّي في التُّراب .. احمرّ وجهي من البكاء , وغشيت ظلال الموت أهدابي مع أني لم أقترف ظلماً وصلاتي مخلصة .
بلدد يوبِّخ أيوب .

فقال بلدد الشوحي . متى تكُف عن ترديد هذه الكلمات ؟ تعقَّل ثم نتكلَّم . لماذا تعتبرنا كالبهيمة وحمقى في عينيك ؟ يامَن تُمزِّق نفسك إرباً غيظاً هل تهجر الأرض من أجلك أم تتزحزح الصغرة من موضعها ؟

بؤس الشرير..

أجل إن نور الأشرار ينطفيء ولهيب نارهم لايُضيء يتحوَّل النور الى ظُلمة في خيمته وينطفيء سراجه عيله , تَقصر خطواته القوية وتصرعه تدبيراته , لأن قدميع توقعانه في الشّرك وتطرحانه في حفرة يقبض الفخ على عَقبيه والشّرك يشد عليه ..حبالته مطمورة في الطريق والمصيدة كامنة في سبيله , تُرعبه أهوال من حوله وتُزاحمه عند رِجليه قُوَّتُه يلتهمها الجوع النهم والكوارث متأهبة تترصّد كبوته , يفترس الدّاء جلده ويلتهم المرض الأكّال أعضاءه يُؤخذ من خيمته ركن اعتماده ويُساق أمام مَلِك الأهوال , يُقيم في خيمته غريب ويُذَر كِبريت على مربضه تَجف أصوله تحته وتتبعثر فروعه من فوقه يبيد ذِكره من الأرض ولايبقى له اسم فيها يُطرد من النور الى الظّلمة ويُنفى من المسكونة لايكون له نسل ولاعقيب بين شعبه ولاحي في أماكن سُكناه يرتعب من مصيره أهل الغرب ويستولي الفزع على أبناء الشرق حقّأً تلك هي مساكن الأشرار وهذا هو مقام من لايعرف الله !